الحمية الغذائية الغنية بالدهون تزيد من إصابة البنات بسرطان الثدي

ترجمة: نوف عبدالرحمن الصغير.
مراجعة: سحاب الذايدي.

يُعد سرطان الثدي ثاني أكثر أنواع السرطان انتشاراً في النساء في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بحسب جمعية السرطان الأمريكية التي تتوقع أنه سيكون هناك حوالي٤٠,٦١٠ وفيات بسبب هذا السرطان في عام ٢٠١٧مـ. وإن الأسباب المعروفة والناتجة عن نمط الحياة وراء سرطان الثدي هي استهلاك الكحول، عدم ممارسة النشاط البدني، السمنة، بعض موانع الحمل، العلاج الهرموني، والرضاعة الطبيعية، وقد يضيف بحثٌ جديدٌ الغذاء غير المتوازن أثناء الحمل لهذه القائمة.

أجرى مركز جورج تاون لومباردي الشامل للسرطان في واشنطن العاصمة دراسةً جديدةً، فأشارت إلى أن أكل الطعام الغني بالدهون أثناء الحمل قد يؤثر على خطورة تطور سرطان الثدي في إناث الذرية على مدى عدة أجيال. ولقد نشرت الكاتبة الأساسية للدراسة، صاحبة شهادة الدكتوراه، والأستاذة المحاضرة في علم الأورام في جورج تاون لومباردي وهي لينا هيلاكيڤي كلارك وزملاؤها نتائجهم في دورية “أبحاث سرطان الثدي”.

اختبار الغذاء الغني بالدهون في الفئران
لدراسة تأثير الحمية الغذائية على مدى الأجيال، تم تزويج عينات الفئران على مرحلتين مختلفتين، وقُسم الفئران الإناث الحوامل عشوائياً إلى مجموعتين بعد التزاوج في المرحلة الأولى من التجربة، وتم إطعام الإناث في المجموعة الأولى غذاءً بمقدارٍ عاديٍ من الدهون، أي أن ١٦٪ من سعرات الغذاء كانت مأخوذةً من الدهون، وتم إطعام الفئران في المجموعة الثانية غذاءً غنياً بالدهون، أي أن ٤١٪ من سعرات الغذاء كانت مأخوذةً من الدهون.

أتت حوالي ٣٩٪ من السعرات من زيت الذرة، أمّا ٢٪ من السعرات فجاءت من زيت الصويا. ونظراً لامتداد مدة حمل الفئران من ١٩ إلى ٢١ يوم، بدأت التغذية المُتحكم بها من اليوم العاشر من الحمل للمجموعة الثانية وهو يتوافق مع الثلث الثاني للحمل في البشر، وهي النقطة التي يبدأ فيها تكوّن المبايض للجنين الأنثى، ومن ثم أخضعت الذرية والأجيال اللاحقة من هذه المرحلة من التجربة لحميةٍ غذائيةٍ عاديةٍ.

الغذاء الغني بالدهون أدّى إلى تغييراتٍ وراثيةٍ
في المرحلة الثانية من التجربة، تزاوجت إناث الذرية الناتجة من المرحلة السابقة (ذرية الجيل الأول) مع ذكورٍ أطعِموا غذاءً غنيّاً بالدهون، وأُطعم جميع الإناث اللواتي حملن في هذه المرحلة غذاءً عادياً. فلوحظ أنّ ذرية الإناث في الجيل الأول والثالث (وهن البنات وبنات الحفيدات) اللواتي تعرضن لغذاءٍ غنيٍ بالدهون عن طريق أمهاتهن كُنّ في خطرٍ أعلى للإصابة بسرطان الثدي، وأن الأورام الخبيثة استقرت مبكراً في هذه الأجيال.

اكتشفت أيضاً بعض الاختلافات في البنية الوراثية لذرية الجيل الأول والثالث، وأوضحت الاختبارات أنّ إناث الفئران من الجيل الثالث يملكن تغييراتٍ أكثر بثلاث مراتٍ في التكوين الوراثي لغدد الثدي عند مُقارنتها مع إناث الفئران من الجيل الأول. وتشير هذه النتائج إلى أنّ التعرض المباشر في الرحم لتكوينٍ وراثيٍ معرضٍ بالفعل لخطر الإصابة بالأورام الخبيثة يزيد من احتمالية ظهور سرطان الثدي على مدى الأجيال، وقالت الأستاذة المحاضرة هيلاكيڤي كلارك: “التربة في الثدي إذا جاز التعبير، وظلت خصبةً لتطور سرطان الثدي في الفئران التجريبية العالية بالدهون.”

التبعات على سرطان الثدي
أوضحت الأستاذة المحاضرة هيلاكيڤي كلاركي: “أظهرت الدراسات أنّ النساء الحوامل يستهلكن دهوناً أكثر من اللواتي لم يحملن، وأن الزيادة تظهر ما بين الثلث الأول والثاني من الحمل”. وتشير هذه المعلومات مع نتائج الدراسة إلى أنّ لابدّ من الاهتمام أكثر بكمية الدهون المُتناولة أثناء الحمل، في ضوء الروابط المحتملة ما بين الحمية الغذائية في فترة الحمل وخطر سرطان الثدي على مدى الأجيال القادمة.

وفقاً لجمعية سرطان الثدي الأمريكية، هناك أكثر من ٣,١ مليون شخصٍ ناج من سرطان الثدي في الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك خلاف بين المختصين عن عوامل الخطر والوقاية، إذ دحضت بعض العوامل كالإجهاض، بينما لا زال البعض الآخر محتسباً كالتدخين، وتمنحنا هذه الدراسات أملاً في أنّ نسبة الوقاية ونسبة النجاة من المرض ستزداد مع الوقت، خاصةً مع تطور فهم المختصين لأسباب سرطان الثدي.

المصدر (medicalnewstoday)

السعودي العلمي

Comments are closed.