حس المسؤولية في المدرسة الثانوية مرتبط بالنجاح

كتابة: ديانا ييتز.
ترجمة: محمد عيد.
مراجعة: عبد الحميد شكري.

تربُط دراسةٌ جديدةٌ أداء الواجبات المدرسية، الاهتمام بالدراسة، والتصرف بمسؤوليةٍ في المدرسة الثانوية بتحقيق نجاح أكاديميٍّ ومهنيٍّ أفضل بعد مرور 50 عاماً، ويقول الباحثون أن هذا التأثير المذكور في دورية “الشخصية وعلم النفس الاجتماعي” يبقى قائماً حتى عند الأخذ بعين الاعتبار دخل الوالدين، حاصل الذكاء، وباقي العوامل التي تؤثر على الإنجاز.

يقول أستاذ علم النفس بجامعة إلينوي برنت روبرتس والذي أجرى الدراسة مع روديكا داميان من جامعة هيوستن وماريون شبنغلر من جامعة توبينغن: “نعم، الذكاء مهمٌ للنجاح وكذلك الحالة الاقتصادية والاجتماعية للأسرة، ونحن نعلم ذلك مسبقاً، إلا أن الدراسات تظهر أن السمات الشخصية كالوعي، الوفاق، والانفتاح تتوافق أيضاً مع الإنجاز الأكاديميّ والمهنيّ العالي، لكننا وُلدنا بدرجاتٍ مختلفةٍ من هذه السمات. ولقد أردنا معرفة ما إذا كانت العوامل الخاضعة لسيطرة الفرد في سنٍ مبكرةٍ تلعب دوراً أيضاً”.

حللت الدراسة بيانات جمعتها المعاهد الأمريكية للأبحاث على مدى عقودٍ ابتداءً من عام 1960مـ وحتى يومنا هذا، وتضمنت مجموعة البيانات الأصلية أكثر من 370،000 طالباً. اختُبِر طلاب المرحلة الثانوية المشاركين أكاديمياً، إدراكياً، وسلوكياً في عام 1960مـ، كما استجابوا للاستبيانات اللاحقة في الأعوام التالية. ولقد نظر التحليل الحديث إلى اختبارات الطلاب الأولية وإجاباتهم بعد 11 عاماً وبعد 50 عاماً.

من بين المشاركين الـ1,952 الذين اُختيروا عشوائياً من أولئك الذين استجابوا لاستطلاعات الرأي بعد 50 عاماً، تقول شبنغلر قائدة الدراسة: ” ذكر أولئك الذين أبدوا اهتماماً أكبر بالمدرسة الثانوية وأصحاب المهارات الكتابية الأفضل أنهم يكسبون دخلاً أعلى، كما أنهم يميلون لتبوئ مكانةٍ مهنيةٍ أعلى من أقرانهم عندما يظهرون سلوكياتٍ مسؤولةً كطلابٍ، هذا بالإضافة إلى المكاسب المرتبطة بمعدلات الذكاء، دخل الأسرة، والسمات الشخصية كالوعي”.

أظهرت تحليلاتٌ إضافيةُ أن التعليم كان غالباً العامل الوسيط في العلاقة بين السلوك في المرحلة الثانوية والنجاح لاحقاً في الحياة، وكتب الباحثون: “يبدو أن هذه الاختلافات الفردية المبكرة ذات تأثيرٍ على مدى الحياة عبر عدسة التعليم”.

تقول داميان أن الدراسة تَابعَت المشاركين على مدى 50 عاماً، إلا إن الأساليب المستخدمة تُشير فقط إلى ارتباطٍ بين العوامل والنتائج ولا تُثبِت أن السلوك الجيد في المرحلة الثانوية يؤدي حتماً إلى النجاح المهنيّ في وقتٍ لاحقٍ من الحياة”. وتضيف: “ومع ذلك فإن هذه الدراسة تسلط الضوء على إمكانية أن يكون لبعض السلوكيات في الفترات الحاسمة عواقب بعيدة المدى على حياة الشخص”.

المصدر: (illinois)

ديانا ييتز (Diana Yates)
دورية الشخصية وعلم النفس الاجتماعي (Journal of Personality and Social Psychology)
جامعة إلينوي (University of Illinois)
برنت روبرتس (Brent Roberts)
روديكا داميان (Rodica Damian)
جامعة هيوستن (University of Houston)
ماريون شبنغلر (Marion Spengler)
جامعة توبينغن (University of Tuebingen)

السعودي العلمي

Comments are closed.