الأمم المتحدة تعلن عن أول رحلةٍ فضائيةٍ لها

كتابة: بيتر دكريل.
ترجمة: نوف عبد الرحمن الصغير.
مراجعة: أمل سلطان العبود.

أعلنت الأمم المتحدة عن رحلتها الرسمية الأولى إلى الفضاء، وتهدف إلى إعطاء الدول النامية الفرصة لإجراء بحوثٍ في بيئةٍ ذات جاذبيةٍ صغرى، وستستفيد الرحلة التي يُخطط لإطلاقها في عام ٢٠٢١مـ من مركبة “مُلاحق الأحلام” الفضائية، وهي طائرةٌ فضائيةٌ تشبه المكوك الفضائي وتطورها حالياً شركة الطيران الأمريكية شركة سيرا نيفادا.

إن هدف الرحلة هو إعطاء الدول النامية فرصةً لتطوير والتحليق بحمولةٍ لمدةٍ زمنيةٍ طويلةٍ حول المدار، حيث أن الكثير منها لا يمتلك عملياتٍ أو مركباتٍ فضائيةٍ خاصةٍ بها. ولقد أعلن مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي عن الخبر في أسبوع المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية بمدينة غوادالاخارا في المكسيك، وهي نفس الفعالية التي تصدر فيها إلون مسك عناوين الصحف لخططه المليئة بالطموح (أو الجنونية نوعاً ما) لاستيطان المريخ بإطلاق الآلاف رحلات طيران سبيس إكس إلى الكوكب الأحمر.

على الرغم من أن رحلة الأمم المتحدة لا توفر نفس مستوى الإثارة (أو حتى الخطر)، إلا أنه ليس هناك أي شكوكٍ بمدى نُبْل فتح البحث الفضائي للعديد من الدول المُحتملة، وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي سيمونتا دي بيبو: “واحدةٌ من أهم مسؤوليات مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي هي تعزيز التعاون الدولي للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي”، وأضاف: “أني فخورٌ بأن أقول لكم أن أحد الطرق التي سيحقق بها مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي هذا ستكون بالتعاون مع شريكنا شركة سيمونتا دي بيبو، وذلك بتخصيص مهمةٍ كاملةٍ للجاذبية الصغرى للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والذين لا يملك كثيرٌ منهم بنيةً تحتيةً أو دعماً مالياً لإقامة برنامجٍ فضائيٍّ لوحدهم”.

على الرغم من أن مركبة مُلاحق الأحلام لا زالت تحت الإنشاء، إلا أنها قاربت الوصول للوضع التشغيليّ، وتتوقع شركة سيرا نيفادا أن تبدأ بتشغيل الطيارات التجريبية لاحقاً خلال هذه السنة، مع رؤيةٍ لنقل البضائع إلى محطة الفضاء الدولية في عام ٢٠١٩مـ. ولقد صنفت الشركة مركبة مُلاحق الأحلام التي ستُستخدم لنقل البضائع أو الركاب إلى المدار الأرضي المنخفض كمركبةٍ فضائيةٍ قابلةٍ لإعادة الاستخدام، وهي “قادرةٌ على الهبوط في المطارات التجارية أو الموانئ الفضائية المجهزة لاستقبال الطائرات التجارية الكبيرة في أي مكانٍ في العالم”.

صُنفت المركبة كمركبةٍ خدماتٍ فضائيةٍ، وهي قادرةٌ على حمل 5500 كيلو غرامٍ من الشحنات أو نقل سبعة ركابٍ، لذا يُعد تنافس دول الأعضاء في الأمم المتحدة لتأمين أحد الفرص المحدودة المتاحة للبحوث كبيراً، ويقول دي بيبو: “سنستمر بالعمل مع مؤسسة سيرا نيفادا لتحديد العوامل المتغيرة في هذه الرحلة، والتي ستمنح دول الأعضاء في الأمم المتحدة القدرة على الوصول للفضاء بتكاليف رائعةٍ وطرقٍ تعاونيةٍ خلال سنواتٍ قليلةٍ، فالاحتمالات غير محدودةٍ”.

أما بالنسبة لنوع التجارب ذات الجاذبية الصغرى أو الحمولات التي تود الدول النامية إطلاقها فذلك راجعٌ لها، حيث أوضحت الأمم المتحدة أنها سترشد الدول المستفيدة لتحضير اقتراحاتٍ بحثيةٍ، وستطالب الدول الأعضاء بدفع التكلفة النسبية لتكاليف الرحلات، وهذا يعتمد على الحمولات التي تطلقها كل دولةٍ والقدرة المالية لكل واحدةٍ منها.

قال نائب رئيس أنظمة سيرا نيفادا للفضاء مارك سيرانجيلو للإعلام أثناء إعلانه الخبر: “ربما تبدو هذه التجارب صغيرةً بالنسبة لنا، لكن حينما نذهب لتلك الدول ستجد أن هذه من أكبر الأشياء التي قاموا بها”، وأضاف: “سيتمكن الباحثون الشباب الذين سيعملون على هذه الرحلة من كل أنحاء العالم أن يقولوا بأنهم جزءٌ من مجتمع الفضاء”.

ليس ذلك فحسب، فتوسيع مجتمع الفضاء كما نعرفه ليشمل تقريباً كل بلدٍ على الأرض يريد المشاركة في بحوث الجاذبية الصغرى لا يمكن إلا أن يكون أمراً جيداً، ولسنا متأكدين بالضبط من طريقة بداية اتحاد ستار تريك للكواكب، ولكن الروح الشمولية لتلك المؤسسة بدت مشابهةً كثيراً لهذا.

يقول دي بيبو: “في السنوات القليلة القادمة، ستمنح رحلة الأمم المتحدة إلى الفضاء الدول الأعضاء القدرة على الوصول إلى الفضاء بتكلفةٍ فعالةٍ وبطرقٍ تعاونيةٍ”، وأضاف:” سيساعدنا علم الفضاء في حل المشاكل الجماعية في طبيعتها وسيقودنا إلى حلولٍ تتعدى الحدود، فجميعنا سيستفيد من هذه المهمة”.

المصدر: (sciencealert)

بيتر دكريل (PETER DOCKRILL)
الأمم المتحدة (The United Nations) (UN)
شركة الطيران الأمريكية شركة سيرا نيفادا (American aerospace firm Sierra Nevada Corporation)
مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي (The UN’s Office of Outer Space Affairs)
المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية (nternational Astronautical Congress (IAC))
مدينة غوادالاخارا في المكسيك (Guadalajara, Mexico)
سيمونتا دي بيبو (Simonetta Di Pippo)
مارك سيرانجيلو (Mark Sirangelo)

 

السعودي العلمي

Comments are closed.