من أبرز إنجازات ٢٠١٥: إعادة إجراء الدراسات بعلم النفس

ترجمة: لجين المرحبي

تعتبر إعادة إجراء الدراسات أحد المبادئ الأساسية للمنهج العلمي، وتشير إلى القدرة على إعادة تكرار تجربةٍ ما أو اختبارٍ من قبل هيئةٍ أخرى مستقلةٍ عن الجهة الأساسية التي قامت بالتجربة الأولية الأصلية. وتسجل هذه السنة نقطة تحولٍ في علم النفس. ففي العقد الماضي، تم سحب العديد من الدراسات في مجال علوم النفس لأنها لم تكن قابلة للاستنساخ أو لم تعط النتائج المرجوة. حيث لم تستطع بعض الدراسات المهمة في هذا المجال الوقوف أمام صرامة المنهج العلمي. وتوجد مخاوف عديدةٌ عندما يتعلق الأمر بعلم النفس، إذ إن النتائج الإيجابية الخاطئة شائعةٌ جداً في هذا المجال، حيث تتضمن في العديد من الأحيان أعدادٍ صغيرةٍ من المشاركين وتأثيراتٍ إحصائيةٍ ضعيفةٍ. دفعت الفضائح علماء النفس لتنظيف مجالهم، عبر إعادة إجراء التجارب المهمة وعبر خلق نماذج جديدة للنشر الدراسي ومراجعة النظراء، في سبيل استعادة الثقة في المجال.

أول دفعة من التجارب المستنسخة في عام 2013مـ جلب أخباراً مطمئنةً: حيث قدمت عشرة تجارب من أصل 13 نفس النتائج للتجارب الأصلية. ولكن في العام الماضي، قام علماء النفس بعملية استنساخٍ أكبر، والتي تضمنت تقريباً 100 باحثٍ من حول العالم أعادوا 27 تجربةً منشورةً في علم النفس، لتخرجت في النهاية بنتائج مؤلمةٍ، حيث أن ثلث التجارب التي تم متابعتها لم تكن قابلةً للتكرار أو الاستنساخ، كما أن بعض الكتاب الأصليين شعروا بظليمة اقصائهم جانباً. وأما فية هذه السنة، قام الباحثون بإعادة تكرار العملية لكن على مقياسٍ أكبر بكثيرٍ لتصبح أكبر عملية استنساخية في علم النفس.

في تقرير نشر بدورية ساينس في شهر أوغسطس، نسق 270 عالمٍ نفس عملية التكرار لمئة تجربةٍ والتي نُشرت في أفضل ثلاث دورياتٍ علميةٍ. كان الجانب السلبي في الموضوع هو أن 39٪ فقط من التجارب تمكنت من تجاوز هذا الاختبار.

قد تعود عملية التكرار هذه بنفعٍ كبيرٍ على بقية المجالات المختلفة في العلوم. فلقد ابتكر المحررون نموذجاً جديداً يتناول تصميم طريقة عملية الاستنساخ، حيث أتبع الباحثين طريقةً تسمى “التسجيل المسبق”، وهي عبارة عن نشر الطرق المستخدمة في كل تجربةٍ بالإضافة إلى شرح الأساس المنطقي للتفسيرات قبل إجراء التجربة. ومن ثم الإعلان عن النتائج والتحاليل الإحصائية بغض النظر عن النتائج. وبهذه الطريقة سيتجنب الباحثون محاولة التلاعب بالنتائج الجديدة للحصول على نتائج إيجابية أو سلبية خاطئةٍ.

المصدر:  Science

Comments are closed.