الأشعة المقطعية لتمثال بوذا تظهر ناسكاً محنطاً

ترجمة: أحمد بوزيد

من غير المستغرب أن تكون منطقة جنوب شرق آسيا موطناً لعدد لا يحصى من تماثيل بوذا القديمة، ولكن عندما يحتوي أحد هذه التماثيل على جثة محنطة لراهب، فإن هذا شيء يدعو للدهشة بالتأكيد.

 

جثة راهب محنطة، هذا بالضبط ما وجده باحثون في مركز ميندار الطبي بهولندا، عندما قاموا بوضع تمثال صيني لبوذا يعود عمره إلى ألف سنة في داخل جهاز للأشعة المقطعية. ويعتقد الباحثون أن الجثة تعود لأحد المعلمين البوذيين ويدعى ليوكوان، والذي قد يكون مارس تقليد “التحنيط الذاتي” ليصل إلى مستقر سلامه الأخير.

 

لم يكن الباحثون مندهشون جداً بما كشفت عنه الأشعة المقطعية، فلقد كانوا يعلمون بوجود جثة محنطة داخل التمثال، ولكنه لا يعلمون أشياء أخرى أكثر من ذلك. إن تماثيل بوذا المحتوية على جثث الرهبان المحنطة نادرة للغاية، وهذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها هذا التمثال بعينه خارج حدود الصين. وتم عرض التمثال في معرض المومياء العام الماضي في متحف درنتس في هولندا، مما أعطى فرصة أفضل لدراسته بشكل مفصل أكثر.

 

وقام العلماء والفريق الطبي بإجراء تصوير أشعة مقطعية التي كشفت عن جثة ليوكوان المتوسطة بداخله بكامل التفاصيل. بالإضافة إلى ذلك، فقد استخدموا منظاراً للجهاز الهضمي لفحص تجويف البطن، ليكتشفوا أن الأعضاء الداخلية تمت إزالتها واستبدالها بقصاصات ورق طبع عليها بالأحرف الصينية القديمة، ولم يكن واضحاً ما كان مكتوباً بالضبط في تلك القصاصات.
لو كنت راهباً يرغب في تحقيق التنوير ويتم توقيرك كـ”بوذاً حي”، فإن التحنيط الذاتي هو خيارك المؤلم والصعب. فالرهبان الذين يسلكون هذا الطريق الروحاني يقومون بتجويع أنفسهم لمده تقرب من العقد من الزمان، ليعيشوا على الماء وبعض الحبوب والمكسرات. ومن ثم يتم وضعهم في في داخل التمثال والإغلاق عليهم، ليتناولون الجذور، لحاء أشجار الصنوبر، وشاي سام يتكون سائل الأشجار لمدة ألف يوم أخرى. ويتم الأكل والتنفس من خلال أنبوب صغير. وفي النهاية، يأتي الموت، ليقال أن الراهب المحنط بهذا الشكل يصل إلى مرحلة التنوير.

 

ونقلاً على متحف درنتس، أن تابوت بوذا هذا هو عبارة عن مثال للتحنيط الذاتي. ولكن حقيقة كون أعضاء الراهب تم إزالتها واستبدالها فقد يكون ذلك غير صحيح. على أيه حال، لنتمنى أن الإغلاق على نفسك بداخل تمثال، أثناء بقائك على قيد الحياة باحتساء شاي مسموم، ليس الطريق الوحيد لوصولك للتنوير الحقيقي.

 

الأشعة المقطعية: CT-Scan

المصدر: (discovermagazine)

 

السعودي العلمي

Comments are closed.