العلماء يكتشفون عضواً جديداً في جسم الانسان

كتابة: فريق تحرير أخبار إيه بي سي.
ترجمة: سلمى سلمان.
مراجعة: سعاد السقاف.

صرّحت مجموعةٌ من العلماء بأنهم اكتشفوا فراغاً جديداً مليئاً بالسوائل بداخل النسيج البشري وقد يكون أكبر أعضاء الجسم، حيث يُشكل فراغاً كبيراً داخل الانسان ويُسمى بالعضو الخلالي، وهو الفضاء الممتد في جميع أنحاء الجسم من تحت الجلد إلى ما بين الأجهزة، ويحيط بالشرايين، العضلات، الجهاز الهضمي، والمسالك البولية في طبقةٍ يُعتقد بأنها نسيجٌ ضامٌ كثيف. ويوضح العلماء في دراسةٍ نُشرت في دورية التقارير العلمية أن العضو “الخلالي” كان يختبئ أمام أعيننا لعقود، واُكتشف عن طريق الصدفة.

عمِل جرّاحو المناظير بيتروس بينياس وديفيد كار-لوك في عام 2015مـ على فحص القناة الصفراوية لأحد المرضى بحثاً عن علامات الإصابة بالسرطان، باستخدام تقنيةٍ جديدةٍ تُسمى التحليل الطيفي بالليزر البؤري التي تسمح بإجراء فحصٍ دقيقٍ للأنسجة الحية، وذلك أثناء عملهما في مركز ماونت سيناء بيث إسرائيل الطبي في نيويورك.

لهذا الغرض زُوّد المنظار الداخلي بمسبار تصويرٍ صغيرٍ يمكنه العمل كمجهرٍ للفحص داخل جسم الإنسان، وكان ما رأوه هو تجاويفٌ غير معروفةٍ في التشريح البشري بدلاً من النسيج الضام الكثيف المعروف، وطلبوا مساعدة أخصائي علم الأمراض نيل ثييس العامل في مستشفى جبل سيناء ويعمل الآن في كلية الطب بجامعة نيويورك، ويقول في ذلك: “ما رأيناه في هذه الطبقة من القناة الصفراوية هو هذا الفضاء المفتوح المملوء بالسوائل، والمدعوم بحِزمٍ شبكيةٍ من الكولاجين “.

تُحاط تجاويف السائل بشبكةٍ من الكولاجين المتشابكة ببروتينٍ مرنٍ يُسمى الإيلاستين، وأدرك الفريق أن اكتشاف العضو الخلالي جاء نتيجة البحث في الأنسجة الحية بدلاً من الأنسجة الميتة المستخدمة في الشرائح الطبية التقليدية، حيث يستخدم العلماء أنسجةً تُعالج كيميائياً لتجهيز الشرائح المجهرية، فهم يتخلصون بذلك من السوائل مما يؤدي إلى فقدان العضو الخلالي، ويشرح الدكتور ثييس قائلاً: “تتراص طبقات الكولاجين فوق بعضها البعض وتبدو كجدارٍ من الكولاجين”.

الاكتشاف الذي سيحل الألغاز القديمة
إن الاكتشاف الرائد لهذا العضو الجديد يعني إمكانية حل الألغاز القديمة، إذ كان معلوماً للعلماء أن 20% من سوائل الجسم كانت مفقودةً من العدد الإجمالي، فيما بين الدم، اللمف، المصل، وسوائل الجسم الأخرى، ويقول الدكتور ثييس أن هذا الجزء المفقود وُجد في العضو الخلالي، الذي شكّل حوالي “10 لتراتٍ ” من السوائل داخل جسم الإنسان. ويعتقد العلماء أن أحد الوظائف الرئيسية للعضو الخلالي هو امتصاص الصدمات وحماية أجزاء الجسم المتحركة، ويستطرد قائلاً: “إنه يُشبه تماماً في عمله جهاز امتصاص الصدمات، فهو عبارةٌ عن هيكلٍ يحتوي على السوائل ويمتص الصدمات بمرونةٍ، فينضغط ثم يمتلئ مرةً أخرى وهكذا”.

إنّ هذا السائل غنيٌ بالبروتين الذي يصب في الجهاز اللمفاوي، وهو شبكةٌ من الأوعية الدموية التي تحمل اللمف، الذي يتكوّن من سائلٍ يحتوي على كريات الدم البيضاء التي تحارب الأمراض، وهذا يفسر قدرة هذه السوائل المترابطة على توزيع الخلايا السرطانية في جميع أنحاء جسم الإنسان، ويمكن لفهم آلية عمل الجهاز الخلالي أن يسهل على الباحثين محاربة مرض السرطان أيضاً. ويقول دكتور ثييس: “إذا استطعنا المضي قدماً وتحديد الآليات التي تسمح للخلايا بالمرور، فسوف نتمكن من التفكير في طرقٍ للتدخل في ذلك،. كما ادّعى أيضاً أن التعمق في دراسة العضو الخلالي وآلية عمله سيساعد أيضاً في إبطاء أو منع هجرة الخلايا السرطانية، بالإضافة إلى احتمالاتٍ غير محدودةٍ من الفوائد “في مجالاتٍ متعددةٍ”.

المصدر (ABC News) 

المصطلحات:
العضو الخلالي Interstitium
دورية التقارير العلمية Journal Scientific Reports
بيتروس بينياس Petros Benias
ديفيد كار-لوك David Carr-Locke
النسيج الضام Connective tissue
القناة الصفراوية Bile duct
التحليل الطيفي بالليزر البؤري Confocal Laser Endomicroscopy
نيل ثييس Neil Theise
الكولاجين Collagen
الإيلاستين Elastin
الجهاز اللمفاوي Lymphatic System
هجرة الخلايا السرطانية Metastasis

السعودي العلمي

Article Tags

Website Comments

  1. loay aziz

    السلام عليكم اولا اشكركم على هذه المساهمة بانشاء موقع للعلوم و التقنية و بعد :هناك الكثير من الاعضاء في الجسم البشري غير معروفة الوظيفة او تم الكشف عن وظائفها مؤخرا كالزائدة الدودية و الطرف العلوي من صوان الاذن و الجيوب الانفية والزائدة اللحمية في عين الانسان و لا عجب ان يتم الكشف عن وظائف جديدة لاعضاء كنا نعتقد بعدم وجود وظيفة لها او حتى اكتشاف نسيج او عدو جديد في جسم الإنسان و ذلك مصداقا لقوله تعالى “سنريهم اياتنا في الافاق و في انفسهم حتى يتبين لهم …الاية”صدق الله العظيم