السعودي العلمي في الندوة السنوية الثانية عشر للأبحاث

كتابة: فريق التحرير بالسعودي العلمي.

أقامت مدينة الملك فهد الطبية بالرياض الندوة السنوية الثانية عشر للأبحاث في يومي الإثنين والثلاثاء 11-12 من شهر ديسمبر الحالي، وشارك فيها عدة باحثين من مختلف الجامعات والمراكز البحثية من مختلف مناطق المملكة ليستعرضوا آخر ما توصلت له دراساتهم وجهودهم العلمية، وتنافسوا للفوز بجائزة التميز البحثي المُقدمة من إدارة الندوة للمشاركات المتميزة. ولقد تميزت ندوة هذا العام بكونها المرة الأولى التي تُخصص فيها فئةٌ لمشاركة الباحثين الناشئين من طلبة الطب، العلوم الطبيعية، العلوم الصحية المساعدة، والأطباء المقيمين، ولقد شملت الندوة عروضاً تقديميةً شفويةً ومعرضاً للملصقات البحثية المشاركة، بالاضافة إلى معرضٍ اخر للجهات الداعمة للأبحاث كمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وشركة فايزر للأدوية.

تًقدم الندوة السنوية للأبحاث فرصةً ثمينةً للباحثين لتقديم أعمالهم البحثية أمام جمهورٍ من المختصين، فهي منصةٌ لتداول الأفكار البحثية وإنشاء علاقات التعاون المهنية بين مختلف التخصصات والجهات، وتعد وسيلةً جيدةً تدريبٍ للباحثين الناشئين وربطهم بالباحثين رفيعي المستوى. ولقد بلغ عدد المتقدمين الراغبين للمشاركة في فعاليات هذا العام أكثر من 212 شخصٍ وتم اختيار 161 بحثٍ مميزٍ منهم، وتم تقديم أفضل 27 بحثٍ منهم كعروضٍ شفوية أمام الحضور، واتسمت الندوة بتنوع تخصصات البحوث المقدمة من المجالات الطبية والأحيائية.

افتتح الندوة الرئيس التنفيذي لمركز الأبحاث في مدينة الملك فهد الطبية واستشاري جراحة المسالك البولية النسائية وتجميل الحوض الدكتور أحمد البدر، فرحب بالحضور وتحدث بإيجازٍ عن أهداف الندوة في دعم الحركة البحثية في القطاع الصحي السعودي، وذكر أن تصميم هذه الندوة كان ملائماً لمشاركة الباحثين الناشئين. وتقدم بعده استشاري جراحة القولون والمستقيم بمستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث ورئيس تحرير مجلة حوليات الطب السعودي الأستاذ المحاضر بجامعة الفيصل الأستاذ المحاضر ناصر الصانع، فشددت كلمته على أهمية المشاركة البحثية لجميع الممارسين الصحيين من مختلف المستويات، واستشهد بمساهمة كلّ من شارلز بيست في اكتشاف هرمون الأنسولين واكتشاف جاي ماكلين لمادة الهيبارين وإنقاذهم لحياة الملايين، وذكر أن كلاهما كانا طلاباً في كلية الطب في السنة الثانية عند تحقيق هذه الإنجازات.

بدأت العروض الشفوية المتتالية بعد كلمة البروفسور الصانع واستمرت ليومين كاملين، وتنوعت مواضيعها البحثية على امتداد نطاقٍ واسعٍ من العناوين، بدءاً بقراءة التسلسل الجينوم لبعض الأورام السرطانية، مروراً باستعمال بروتينٍ مستخلصٍ من السلمندر لتحفيز نمو الأعضاء المبتورة، وانتهاءً بدور فيتامين دال في تطور مرض السكري في النسوة الحوامل ودوره في العقم النسائي، وتلا كلّ عرضٍ نقاشٌ قصيرٌ عن البحث العلمي المُقدم وتقييمٌ للبحث من لجنة الحكام. ويجدر بالذكر أن الباحثين أبدوا مهنيةً عاليةً في طبيعة البحوث ومنهجيتها ومستوى نقاشها، ولقد تميزت الأبحاث التي قدمها طلبة جامعة الفيصل بالرياض بالخصوص، والتي أظهرت أن الجامعة تتبع استراتيجيةً تنص على ارسال طلبتها في العطل الصيفية للمشاركة في الفرص البحثية في أفضل المراكز العالمية، ما أدى إلى تطوير مهاراتهم العلمية والبحثية باحترافيةٍ.

شملت فعاليات الندوة أيضاً جلسةً حواريةً ضمت أبرز خبراء البحوث في المملكة العربية السعودية، واستضافت كلاً من الدكتور أشرف الداود، الدكتور محمد التنير، والبرفسور محمد القطان، وأدار الجلسة الدكتور محمد المعني. فكان أول محورٍ ناقشوه هو طرق تحفيز الباحثين الناشئين على المشاركة النشطة في البحثية في المملكة، فتعددت الآراء بين من دعا إلى تحسين تدريس مادة أساسيات البحوث في كلية الطب، ومن رأى بأولوية توفير المصادر والمنشآت التي يستفيد منها الباحثون، وذكر البرفسور القطان أننا في المملكة نعاني نقصاً في جوانب البحوث الأساسية لأن الممارسين الصحيين يكونون منشغلين عادةً بالعمل الطبي، إلا أن هناك بعض البرامج الجديدة الساعية إلى حل هذه المعضلة بتخصيص بعض الممارسين كباحثين بدوامٍ كاملٍ.

في نهاية الندوة وبحضور المدير التنفيذي للتكامل وتحقيق رضا المرضى الدكتور علي عسيري بالنيابة عن المدير العام التنفيذي الدكتور محمود اليماني، قام رئيس اللجنة التنظيمية الدكتور محمد آل شيف بشكر جميع المشاركين، الرعاة، الشركاء، والمنظمين، وتلاه الدكتور أحمد البدر ليلخص إنجازات المركز البحثي: حيث بلغ عدد البحوث التي نشرها باحثو مدينة الملك فهد الطبية منذ إنشائها في 2004مـ أكثر من 1200 بحثٍ في عدة مجلاتٍ طبيةٍ مرموقةٍ، بالإضافة إجراء أكثر من 45 تجربةً سريريةً، وتخصيص 11,4 مليون ريالٍ للمنح خلال السنة الماضية. وفي نهاية الحفل، تم تكريم 26 بحثاً فائزاً على المستويين الرفيع والناشئ، واختتم المنظمون الفعالية هنا بنجاحٍ بوعد إقامة الندوة مجدداً في السنة القادمة بأفكارٍ جديدةٍ وبمستوى أعلى.

السعودي العلمي

Comments are closed.