كل ما تحتاجين لمعرفته عن سرطان الثدي

كتابة: لمياء إبراهيم.
مراجعة: عبد الحميد شكري.

يُعد سرطان الثدي السرطان الأكثر انتشاراً بين النساء في أنحاء العالم، فوفقاً للجمعية الأمريكية للسرطان فإن سرطان الثدي يشكل 25% من جميع التشخيصات الجديدة للسرطان عند النساء على الصعيد العالمي، وتتزايد معدلات الإصابة به باطرادٍ في العقود الأخيرة في الدول المتقدمة والدول النامية على حدٍ سواءٍ.  ففي الدول النامية، أصبح هذا المرض هو المسبب الرئيسيّ للوفيات المرتبطة بالسرطانات لدى النساء، ولا يزال معدل الإصابة بسرطان الثدي أو عدد الحالات لكل 100,000 امرأةٍ أقل في البلدان النامية عن نظيرتها المتقدمة، ولكن معدلات الوفيات الناجمة عنه أعلى في الدول النامية، ويعزى ذلك الأمر إلى تأخر التشخيص وعدم القدرة على الوصول إلى العلاج، وعلاوةً على ذلك فإن سرطان الثدي في البلدان المتقدمة يُعد المسبب الثاني للوفيات المرتبطة بالسرطانات لدى النساء بعد سرطان الرئة، فما هو سرطان الثدي؟ وماهي أعراضه؟ وما عوامل الخطورة؟

لمحةٌ عامةٌ
السرطان هو مرضٌ يصيب الخلايا، فأجسامنا تقوم بصنع خلايا جديدةٍ واستبدال الخلايا الميتة بشكلٍ مستمرٍ ضمن عملية النمو، أي أنها تحدث بصورةٍ منتظمةٍ، ولكن إذا خرجت هذه الخلايا عن منظومة العمل والموت الخلويّ المُبرمج لتنقسم بشكلٍ عشوائيٍّ غير مضبوطٍ ستنمو لتصبح ورماً سرطانيّاً، وهذه الأورام المكوّنة من الخلايا السرطانية يمكن أن تكون متنقلة أو غير متنقلة، ويعتمد أساس هذا التصنيف على انتشار الخلايا السرطانية في الجسم من عدمه، ففي السرطانات المتنقلة تقوم الخلايا السرطانية بتجاوز حدود المنطقة المصابة لتغزو أنسجة الجسم عبر الدم أو اللمف، أما في السرطانات غير المعدية فتبقى الخلايا السرطانية محصورةً بمكانها الأصلي ولا تغزو أنسجة الجسم، ولكن ومع ذلك يمكن أن يتطور هذا النوع في نهاية المطاف إلى سرطان متنقلٍ إذا لم يعالج مبكراً.

سرطان الثدي
كأي نوعٍ من أنواع السرطانات، سيحدث خلل في الخلايا المكونة لنسيج الثدي لتنمو مشكلة الورم السرطانيّ، وأشهر أنواع سرطانات الثدي هو سرطان الأقنية (تصغير قناة) والسرطان الفصيصي، والأول أكثر شيوعاً من الثاني. فما هي الأقنية والفصيصات؟

نسيج الثدي
يتكون نسيج الثدي من غددٍ تنتج الحليب تسمى بالفصيصات، ومن أنابيب رقيقةٍ تنقل الحليب من غدد الفصيصات إلى الحلمة تسمى بالأقنية، كما يحتوي نسيج الثدي أيضاً على الدهون، النسيج الضام، الغدد اللمفاوية، والأوعية الدموية، بالإضافة إلى مليارات الخلايا التي تنقسم لفترةٍ معينةٍ ثم تموت لتُستبدل.

أنواع سرطانات الثدي

  • السرطان في الموقع (سرطان الأقنية – السرطان الفصيصي): تعني كلمة “في الموقع” أن الخلايا السرطانية التي أصابت منطقةً معينةً في نسيج الثدي (كأقنية الحليب مثلاً أو الفصيصات) لم تخترق جدران القنوات في أنسجة الثدي ولم تنتشر إلى العقد اللمفاوية ولا إلى أي جزءٍ من الأنسجة المحيطة للثدي.
  • السرطانات المتنقلة (سرطان الأقنية المتنقلة – السرطان الفصيصي المتنقلة): في هذا النوع من السرطانات ستبدأ الخلايا السرطانية إما من أقنية الحليب أو من الفصيصات، ومن ثم ستقوم الخلايا السرطانية بكسر الغشاء القاعدي لتغزو الأنسجة المحيطة بالثدي، ومع مرور الوقت تتسع دائرة انتشاره إلى الغدد اللمفاوية ومنه إلى أجزاء الجسم.  ويُعد سرطان الأقنية الغازية النوع الأكثر شيوعاً في سرطانات الثدي، حيث يُشكل 80% من مجمل سرطانات الثدي، أما السرطان الفصيصي الغازي فيشكل 10% من حالات سرطانات الثدي.
  • سرطان حلمة الثدي: تنمو الخلايا السرطانية في الحلمة أو حولها في هذا النوع، وهو أقل شيوعاً ويُمثل 5% من جميع سرطانات الثدي، ولكنه أكثر شيوعاً عند النساء فوق سن 50 عاماً.
  • سرطان الثدي الثلاثيّ السلبيّ: يعد سرطان الثدي الثلاثي السلبي الأخطر بين أنواع سرطانات الثدي، حيث يفتقد إلى مستقبلات هرمون الاستروجين والبروجيسترون، وكذلك مستقبلات العلاج المناعي، ومعظم السرطانات من هذا النوع تندرج تحت سرطانات الأقنية المعدية.

الأعراض
عادةً ما تكون الأعراض الأولى لسرطان الثدي زيادةً في سُمك جلد الثدي أو ظهور كتلةً فيه أو في الإبط، ومن أعراضه:

  • ألمُ في الإبط والثدي خارج أوقات الدورة الشهرية.
  • انكماشٌ واحمرارٌ في جلد الثدي.
  • طفحٌ جلديٌّ حول الحلمة أو عليها أو خروج إفرازاتٍ منها وقد يخرج دمٌ أحياناً، وقد يتغير مظهر حلمة الثدي فقد تبدو غائرةً.
  • ملاحظة أي تغيرٍ في حجم أو شكل الثدي كالشحوب أو تقشرٍ في جلد الثدي أو الحلمة.

العلاج
تُأخذ عدة نقاطٍ بعين الاعتبار عند العلاج منها نوع السرطان ومرحلته، وأمورٌ أخرى كحساسية الخلايا السرطانية للعلاج الهرمونيّ، بالإضافة لعمر المريض والصحة العامة له، وتتنوع طرق العلاج ومنها:

  • جراحة استئصال الورم: تُزال كتلة الورم مع القليل من الأنسجة السليمة حولها لمنع انتشار المرض.
  • استئصال الثدي: وله نوعان: البسيط والجذري، ففي الاستئصال البسيط تُزال كلٌ من الفصيصات والقنوات والأنسجة الدهنية والحلمة وبعض الجلد، أما الاستئصال الجذري فيُزال فيه كلُ ما ذُكر بالإضافة إلى عضلات جدار الصدر والعقد اللمفية في الإبط.
  • خزعة العقدة الحارسة: العقدة الحارسة هي العقدة الأولى التي ينتقل إليها السرطان، وهي المسؤولة عن انتشار المرض إلى أجزاء الجسم، وإزالة هذه العقدة اللمفاوية يمكن أن يُوقف انتشار المرض.
  • إعادة إعمار الثدي: بعد عمل الجراحة للثدي أو أثناء إجراء عملية الاستئصال تتم عملية بناء الثدي عن طريق استخدام أنسجةٍ أخرى من نفس جسم المريضة، أو عن طريق الزرع الصناعي.
  • العلاج الإشعاعي: يستخدم العلاج الإشعاعي غالباً بعد الجراحة أو العلاج الكيميائي بهدف تدمير أي خلايا سرطانيةٍ متبقيةٍ، عن طريق توجيه أشعةٍ على منطقة الورم، وتأخذ هذه المرحلة من العلاج حوالي الشهر وتستمر كل جلسةٍ عدة دقائق بمعدلٍ من ثلاث إلى خمس جلسات أسبوعياً.
  • العلاج الكيميائي: يُستخدم فيه الأدوية السامة للخلايا لتدمير هذه الخلايا السرطانية، ويصنف على حسب المرحلة إذا أُعطي قبل أو بعد الجراحة.
  • العلاج الهرموني:  يُستخدم هذا العلاج عنما يكون الثدي حساساً لهرموني البروجسترون والاستروجين، وغالباً ما يُستخدم العلاج بالهرمونات بعد الجراحة، وقد يستخدم قبلها وهو الخيار الوحيد للمرضى الذين لا يمكنهم أن يخضعوا للعمليات الجراحية والعلاج الكيميائي والإشعاعي، وقد يؤثر العلاج بالهرمونات على الخصوبة المستقبلية للمرأة.
  • العلاج الحيويّ: تُستخدم فيه الأدوية التي تستهدف أنواعاً معينةً من سرطان الثدي مثل هيرسيبتين – تايكيرب أفاستي.

عوامل الخطورة
لا يزال السبب الدقيق للإصابة بسرطان الثدي غير واضحٍ، ولكن هناك بعض عوامل الخطر التي تجعله أكثر احتمالاً ومنها:

  • العمر: يزداد الخطر مع التقدم في السن.
  • الموروثات: فالنساء اللواتي لديهن قريبةٌ مصابةٌ بالسرطان هن أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الثدي.
  • تاريخ الإصابة بسرطان الثدي: فالنساء اللاتي أُصبن بسرطان الثدي من قبل هن أكثر عرضةً للإصابة به مرةً أخرى مقارنةً بأولئك اللواتي ليس لديهن تاريخٌ سابقٌ مع المرض.
  • كثافة أنسجة الثدي: النساء اللواتي لديهن كثافةٌ في نسيج الثدي هن أكثر عرضةً للإصابة بالمرض.
  • التعرض لهرمون الاستروجين: إذا تعرض الجسم لهرمون الاستروجين لفترةٍ طويلةٍ فعندها يزداد الخطر، كالنساء اللاتي بدأت الدورة الشهرية لديهن مبكراً أو تأخرت مرحلة الطمث عندهن.
  • وزن الجسم: النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن بعد انقطاع الطمث يكون لديهن خطرٌ أكبر للإصابة بسرطان الثدي بسبب ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين.
  • الكحول: ارتفاع معدل استهلاك الكحول يلعب دوراً في خطورة الإصابة بالمرض.
  • التعرض للإشعاع: التعرض المستمر إلى الإشعاع يؤدي بدوره إلى زيادة احتمال الإصابة بالمرض.
  • العلاج بالهرمونات البديلة: يرجع ذلك إلى زيادة مستويات هرمون الاستروجين.
  • الرضاعة الطبيعية: تقلل الرضاعة الطبيعية من فرص تطور المرض.

التشخيص
التشخيص غالباً ما يحدث نتيجةً للفحص الروتينيّ، حيث تساعد بعض الاختبارات والإجراءات التشخيصية على التعرف على المرض في وقتٍ مبكرٍ ومنها:

  • فحص الثدي: سيقوم الطبيب بفحص ثديي المريضة باحثاً عن أيٍّ من الأعراض السابق ذكرها كمفرزات الحلمة أو الكتل ونحوها.
  • فحص الثدي بالموجات فوق الصوتية: يساعد هذا الفحص الأطباء في معرفة ما إذا كانت الكتل الموجودة في الثدي هي كتلٌ صلبةٌ سرطانيةٌ أم أكياسٌ مملوءةٌ بالسائل.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: ينتج هذا التصوير صورةً مفصلةً جداً، حيث يتم إعطاء صبغةٍ خاصةٍ قبل الفحص للمريض لخلق صورةٍ أوضح عن السرطان المحتمل.
  • الأشعة السينية (الماموغرام): يُستخدم هذا النوع بكثرةٍ في التشخيص عن طريق أخذ أكثر من صورةٍ للثدي بالأشعة السينية، وهذه التقنية تجعل من الممكن الكشف عن الأورام التي لا يمكن الشعور بها، أي أنها تفيد النساء اللواتي ليست لديهن أي علاماتٍ أو أعراضٍ للمرض.
  • الخزعة: هي عينةٌ صغيرةٌ من النسيج يتم استئصالها جراحياً وإرسالها إلى المخبر لمعرفة نوع السرطان ومرحلته العمرية، وهناك أنواعٌ مختلفةٌ من الخزعات مصنفةٌ حسب التقنية المستخدمة لأخذ العينات.

الوقاية
ليست هناك طريقةٌ مؤكدةٌ لمنع سرطان الثدي، ولكن بعضاً من أنماط الحياة يمكن أن تقلل وبشكلٍ كبيرٍ من خطر الإصابة بالمرض ومنها:

  • تجنب زيادة الوزن.
  • اتباع الأنظمة الغذائية الصحية.
  • ممارسة الرياضة.
  • تجنب شرب الكحول.
  • الامتناع عن التدخين.
  • الفحص الدوري للثدي.

 

هيرسيبتين – تايكيرب أفاستين (Herceptin –Tykerb Avastin)

المراجع:

Berry، (n.d.). Worldwide statistics on breast cancer: Diagnosis and risk factors. Retrieved October 19، 2017، from https://www.medicalnewstoday.com/articles/317135.php.
Nordqvist، (2017، July 17). Breast cancer: Symptoms، risk factors، and treatment. Retrieved October 19، 2017، from https://www.medicalnewstoday.com/articles/37136.php
Breast Cancer: Diagnosis. (2017، May 19). Retrieved October 19، 2017، from https://www.cancer.net/cancer-types/breast-cancer/diagnosis
About Us. (n.d.). Retrieved October 19، 2017، from http://www.cbcf.org/central/aboutbreastcancermain/diagnosis/pages/breastcancertypes.aspx
Breast Cancer. (n.d.). Retrieved October 19، 2017، from https://www.cancer.gov/types/breast

السعودي العلمي

Comments are closed.