نظرة عامة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي

هذا المقال يأتيكم برعاية المعرض السعودي للذكاء الإصطناعي والحوسبة السحابية.
كتابة وتحرير فريق السعودي العلمي.

تحوز أبحاث الذكاء الاصطناعي اليوم على اهتمامٍ بالغٍ في أروقة الجامعات والمراكز البحثية التقنية، كما تُبنى عليه الكثير من التنبؤات والتوقعات لمستقبل السنوات القادمة. والذكاء الاصطناعي هو كما يعتقد الفيزيائي الراحل ستيفن هوكينغ “سيغير كل جوانب حياتنا، وربما يكون أكبر حدثٍ في تاريخ حضارتنا”!

تتحدث الشركات الكبرى اليوم مثل أبل، تسلا، وفيسبوك عن تغييراتٍ ثورية في طريقة تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي، بينما لا يزال الكثير من الناس لا يعرفون كيف يُستخدم في الشركات الكبيرة والصغيرة؟ وكيف ستؤثر هذه التقنية على مستقبلنا؟ وهل ستغلب الإيجابية أم السلبية على تلك التأثيرات؟ سنتحدث في هذا المقال عن التطبيقات الواقعية والمحتملة للذكاء الاصطناعي التي تشمل في معظمها تفاعلنا الصوتي وغير الصوتي مع الآلات.

نمذجة وتشخيص الأمراض
يُستفاد من قدرة الشبكات العصبية على التعلم في التعرّف على الأمراض وتشخيص الحالات المبكر عن طريق بناء نماذج محاكاة لأنظمة الجسم ومقارنتها بالمتغيرات الفسيولوجية في الوقت الفعلي المأخوذة للمريض مثل معدل نبضات القلب والتنفس، ليتمكن النظام من الكشف عن الحالات الخطرة المحتملة في مرحلةٍ مبكرة. وفي ذلك تعمل الشبكة العصبية على دمج البيانات من المستشعرات الطبية الحيوية المختلفة. (4)

إدارة البيانات والاختبارات الطبية المتكررة
يُستخدم الذكاء الاصطناعي والأتمتة الرقمية بشكلٍ رئيسي في تجميع البيانات والسجلات المعنية بتاريخ المرضى، تخزينها، وتنسيقها لتحقيق وصولٍ سريعٍ للبيانات الطبية التي تُشكل أولويةً في مجال الرعاية الصحية. كما تعمل الروبوتات في إجراء الاختبارات المتكررة مثل التحاليل المختبرية وبيانات التصوير الطبي بشكلٍ أسرع وأكثر دقةٍ.

تطبيقاتٍ تقنيّة
تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي على تحسين مهاراتها وفائدتها عبر مجموعةٍ كبيرةٍ من البيانات، وتتألف غالبية تلك الأنظمة من برامج تعلم الآلة ذات خوارزمياتٍ سلوكيةٍ متقدمةٍ نستخدمها اليوم في تطبيقاتٍ تقنية عدّة.

المساعدين الشخصيين
مثل سيري من شركة أبل، وهو مساعدٌ شخصيٌّ صوتيّ يستخدم تقنية تعلم الآلة ليصبح أكثر قدرةً على التنبؤ وفهم أسئلة المستخدم وطلباته بلغته الطبيعية، ويساعده في العثور على المعلومات، إرسال الرسائل، وإضافة المواعيد إلى أجندته. بينما قدمت أمازون المساعد الشخصي أليكسا الذي تميز بقدرته الهائلة على معالجة الكلام، ويعمل على مساعدة المستخدم في البحث عن المعلومات على الإنترنت، تعيين التنبيهات، التسوق، وجدولة المواعيد وغيرها من المهام المختلفة. كما يمكن الآن التحكم عبر أليكسا بمنظم الحرارة الذكي نيست، وهو نظامٌ يستخدم خوارزمياتٍ سلوكيةٍ للتحكم الاستباقي باحتياجات التبريد والتدفئة اعتماداً على احتياجات المستخدم الشخصية. (2)

صناعة الترفيه
تقدم شركة نتفليكس الترفيهية على سبيل المثال تقنياتٍ تنبؤيةٍ دقيقةٍ مبنيةٍ على تفاعلات العملاء مع الأفلام، وذلك عبر تحليل مليارات السجلات التي تتضمن ردود الفعل للمستخدم وخيارات الأفلام. ويزداد ذكاء هذا النظام بازدياد قاعدة البيانات. بينما تقدم تقنية باندورا ثورةً في عالم الموسيقى، حيث يتم تحليل كلّ أغنيةٍ من قبل فريقٍ من الموسيقيين المحترفين استناداً إلى 400 خاصيةٍ موسيقية. وبذلك تُقدم التقنية تحليلاً موسيقياً شمولياً، وتوفر محطةً شخصيةً لتشغيل ما يحبه المستخدم وتتطور باستمرار مع ذوقه. (2) (5)

في قطاع الأعمال
لا يخلو قطاع الأعمال من أثر تقنيات الذكاء الاصطناعي، خصوصاً مع ما لها من القدرة على التنبؤ وتحديد الأنماط والتوجهات مع التدفق الهائل للبيانات. وذلك يجعلها مناسبةً للتنبؤ بالمبيعات، تحسين خدمة العملاء، إدارة المخاطر، والتسويق المستهدف. (4)

التسويق
عملت شركة أمازون على تحسين خوارزمياتها مع مرور الوقت مما جعلها ذكيةً للغاية في التنبؤ باهتمامات العملاء وتوجهاتهم الشرائية من خلال سلوكهم على الإنترنت. وتسعى أمازون إلى تحقيق ما تطمح إليه من شحن منتجاتها إلينا قبل أن نعرف أننا بحاجتها! (2) كما تستخدم شركة خطوط الطيران أي أم تي شبكةً عصبيةً تم تدريبها للتحكم التسويقي للشركة، حيث يُستخدم نظامها في رصد انطباعات للمسافرين وتقصّي آرائهم للتكيّف مع المتغيرات السريعة والمستمرة. (4)

خدمة العملاء
دُمج تعلم الآلة والمفاهيم السلوكية لتحسين خدمة العملاء وتطوير تفاعل الموظفين المهني عبر الهاتف. وتمثل شركة كوجيتو أبرز الأمثلة على جدوى الذكاء الاصطناعي في التكيّف السلوكي وتحسين الذكاء العاطفي لدى ممثلي خدمة العملاء. وفي السياق ذاته نذكر شركة بوكسيفير لخدمة العملاء في مجال السفر والسياحة، حيث استخدمت الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لتحسين تجربة العميل وتقديم اللحظات والخبرات التي تضيف البهجة على رحلتهم ودفعهم لمشاركة رحلاتهم. (2)

الأمن السيبراني
يهدف الذكاء الاصطناعي لإحداث ثورةٍ في مكافحة الهجمات السيبرانية، بحيث ستصبح الهجمات والرد عليها أكثر سرعةً، دقةً، وإرباكاً. وسُيتعامل مع التهديدات في غضون ساعاتٍ بدلاً من أيامٍ وأسابيع. فقد أطلقت شركة دارك ترايس التابعة لكامبريدج نظام أنتيجنا في عام 2017مـ، وهو يستخدم تعلم الآلة لرصد الأنشطة غير الطبيعية في شبكة المعلومات وإطلاق التنبيهات توازياً مع إغلاق الاتصال عن جزء النظام المشتبه بتعرضه لهجمةٍ سيبرانية.

المصادر:
SAS
Forbes
Solutions
Nature
Imperial College London

هذا المقال هو جزءٌ من حملة التعريف بتقنية الذكاء الإصطناعي من سلسلة الثورة الصناعية الرابعة، ويأتيكم بشراكةٍ إعلاميةٍ مع المعرض السعودي للذكاء الإصطناعي والحوسبة السحابية، والمقام في مدينة الرياض ما بين 3-5 أكتوبر. ولمعرفة المزيد عن المعرض والتسجيل لحضوره تفضلوا بزيارة الموقع الإلكتروني للمؤتمر.

السعودي العلمي

Comments are closed.