تقدم محتمل ضد مرض باركنسون

ترجمة: فاطمة الرحيمي
مراجعة: فارس بوخمسين

قام الباحثون في معهد هارفرد للخلايا الجذعية بالتعاون مع مستشفى ماكلين بأخذ خطوةٍ مهمةٍ باتجاه استخدام زرع الخلايا العصبية الجذعية كعلاج لمرض الباركنسون.

حيث ذكر اولي ايزاكزسون وزملائه أن الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين والمستخرجة من خلايا الجلد من الحيوانات الرئيسية تستطيع النجاة لأكثر من عامين بعد زرعها في إحدى الحيونات، وقامت بتخفيف أعراض مرض الباركنسون بشكلٍ ملحوظ. ولم تتطلب الرئيسات كبت المناعة. وذكر العلماء ذلك في دورية الخلايا الجذعية. وكل ذلك جاء في دورية الخلايا الجذعية.

والكاتب الرئيسي لهذه الدراسة هو بينلوب هاليط، وهو أستاذ مساعد لطب النفس في كلية هارفارد الطبية، ويعمل في مستشفى ماكلين مع ايزاكزسون.

ولأن البروتوكولات التجريبية تطورت وتحسنت على مر الزمن، فقد شوهدت هذه النتائج الايجابية على حيوان واحد. وكانت هذه التجارب تجرى في الاصل باستخدام الخلايا العصبية المشتقة من الخلايا الجذعية الجنينية. التي تتطلب استخدام أدوية مثبطات للمناعة في الحيوانات والتي لم تسفر في وقتها عن نتائج إيجابية مثل هذه.

واستخدمت التجارب الحالية الخلايا الجذعية المُحفزة، والتي تستخدم خلايا جلد المريض نفسه لصنع خلايا جذعية ومن ثم خلايا عصبية. وبالتالي فإن المريض -أو الحيوان الرئيسي في هذه الحالة- لا يعتبرُ الخلايا العصبية الجديدة المنتجة للدوبامين على أنها خلايا غريبة ولا ترفضها.

ويعلق ايزاكزسون، وهو عضو في هيئة التدريس في معهد هارفارد للخلايا الجذعية وأستاذ علم الاعصاب ومدير مركز أبحاث ومختبر نيورجنرايشين في مستشفى ماكلين: “إن من الصعب جداً الحصول على خلايا ناجية حية في الرئيسات، إن هذا معيارٌ عاليٌ للوصول إليه.” وقد أمضى ايزاكزسون ١٥ سنة وهو يصقل هذه التجربة.

ويقول ايزاكزسون أن خاتمة هذه التجربة تشكل “المرة الاولى التي يتعافى فيها الحيوان ليعود إلى مستوى النشاط الطبيعي لديه من قبل.” وأضاف: “أن الحيوان كان قادراً على التحرك بسرعة في بيته وهو القفص” مثل الحيوان بدون مرض الباركنسون، وكان لديه من خفة الحركة الطبيعية، وعلى الرغم من أن الحركات الفردية ما زالت بطيئة من أثر المرض.

في هذه التجربة الاخيرة، تم زرع خلايا عصبية في فص واحد من دماغ الحيوانات، وكان التحسن في الجانب الاخر من الفص في الدماغ كما كان متوقع.

ويصيب مرض الباركنسون حوالي مليون امريكي، والذي ينتج من اضمحلال الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في الدماغ. ويسبب هذا المرض مجموعةً من الاعراض من الهزات والارتجافات الخفيفة الى الخرف والموت، وبالإمكان أيضاً أن تشمل بطئاً في الحركة وتصلب العضلات والارتجاف، والتغيرات في الكلام وفقدان الحركة اللاإرادية وغيرها. وتشمل العلاجات الحالية: العقاقير، زرع أدوات كهربائية في الدماغ، وزرع الخلايا العصبية الجنينية في عدد محدود من الحالات.

وشدد ايزاكزسون على أن هنالك عدداً من العقبات التقنية التي يجب أن يتم تخطيها من قبل فريقه لتكون هذه التقنية جاهزةً لأجراء أول تجربةٍ سريريةٍ. وقال إنه وكيفين إيقان، وهو عضو في هيئة التدريس بمعهد هارفارد للخلايا الجذعية وأحد أفراد طاقم فريق الأمراض العصبية، وبالإضافة إلى أعضاء اخرين من هارفارد: “إننا سنضع بروتوكولاً نعتقد أنه آمن ومرغوبٌ به من وجهة نظرٍ طبيةٍ.”

ويضيف ايزكزسن: “بشكلٍ متحفظ، أعتقد أننا سنطلب الضوء الاخضر من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بعد ثلاثة سنين من الآن لكي نصل للمرحلة الاولى في التجارب السريرية.”

وأضاف: “سيُخصص العام القادم لصنع خلايا” خالية من الملوثات، ولصناعة مادةٍ خلالية لزراعة الخلايا خالية من أي بروتينٍ حيوانيٍ. ولوضع بروتوكولٍ لتجميد الخلايا، والذي سيكون ضرورياً لنقل وتخزين الخلايا. ويضيف أن الباحثون يحتاجون إلى اتقان تكنولوجيا تخزين الخلايا.

ويتم تمويل هذه التجارب من قبل معهد هارفارد للخلايا الجذعية واتحاد هارفارد-ملير.

دورية الخلايا الجذعية: journal Cell Stem Cell.

 

http://news.harvard.edu/gazette/story/2015/03/possible-progress-against-parkinsons/

 

 

Comments are closed.