في مقترح يبدو في غاية الغرابة، قام بروفيسور الفيزياء وعلوم الطيران الفضائي بجامعة تكساس آيه أند إم ‘ديف هايلاند’ بطرح نظرية مضمونها أنه يمكن إبعاد وتحريف الكويكبات التي تهدد الأرض عن مسارها باستخدام طلاء
الفكرة حقيقية وقد أبدت وكالة ناسا اهتماماً بها.البروفيسور هايلاند قضى ٣٠ سنة في بحوث الفيزياء والفلك وحصل خلالها على العديد من الجوائز والمنح، وتنص فكرته على استخدام مبدأ “توزيع المسحوق الشاحن-بالحكّ” -أي كما في الكهرباء الساكنة- لرش طبقة رقيقة من طلاء خاص على الكويكب لصرفه وتحريفه عن مساره. ما يحصل هو أن هذا الطلاء يغيّر كمية ضوء الشمس التي يعكسها الكويكب مما ينتج تغيراً فيما يسمى بـ”تأثير ياركوفسكي”. هذا التغير في التأثير يصدر قوة إضافية وذلك لأن أن الكويكب الدائر يملك جهتين -أحدهما تسمى بجهة الغسق والأخرى جهة الفجر- والحرارة في جهة الغسق أعلى بكثير (بسبب مواجهتها للشمس طوال اليوم) فتصدر فوتونات حرارية لها زخم. الطلاء يقوم بزيادة التسخين وبالتالي انتاج الفوتونات المزخمة وهذا التسخين غير المتوازن للكويكب يؤدي إلى محصلة قوى تكفي لجعل الكويكب يحيد عن مساره الحالي.
طبعاً هذا الطلاء ليس كالطلاءات التي تجدها في السوق، حيث يذكر هايلاند أن الطلاء يجب أن لا يكون ذو أساس مائي أو دهني -كحال الطلاءات الأخرى- لأنه من المحتمل أن ينفجر خلال ثوانٍ من إطلاقه في الفضاء.
هذه النظرية لم يتم تجربتها في الفضاء بعد، لذلك تواصلت ناسا مع البروفيسور هايلاند لتجربة هذه الطريقة على أرض الواقع -أو من الأجدر أن نقول على فضاء الواقع- حتى إذا نجحت يمكننا أن نستخدمها عام ٢٠٣٦ حين يقترب كويكب أبوفيس للأرض بشكل متهدّد وخطر.
Latest posts by السعودي العلمي (see all)
- “الاتصال العلمي ١٠١”: دروس من رحلة الكويت - أبريل 20, 2017
- تغطية خاصة: دورة “الإتصال العلمي ١٠١” من الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم - أبريل 17, 2017
- الأديان البدائية والفصام النفسي: علاقةٌ تطوريةٌ مثيرةٌ - ديسمبر 22, 2016
العلم سفينة نجاة البشرية
معلومة شيقة . كل الشكر 🙂
خبر مفيد وحلو