الإجهاد المزمن في المراهقة يؤدي إلى القلق والعنف لاحقاً في الحياة 

ترجمة: ريم العمري

أجريت العديد من التجارب خلال السنوات المنصرمة بصورة مستقلة بغية دراسة تأثير الإجهاد المبكر على السلوكيات الاجتماعية للأفراد في مرحلة البلوغ مستقبلاً .وقد تمت أحدث هذه الدراسات العلمية في هذا المجال تحت إشراف مختبر كولد سبرينغ هاربر، وخرجت بنتيجةٍ مفادها أن هذه التأثيرات قد تكون أكثر تعقيداً مما كان يُعتقد سابقاً

وتُجرى هذه التجارب عادةً على القوارض وقد يتم تعميم ذات الإستنتاج أيضاً على البشر، وتدل النتائج بوضوح على وجود علاقة بين أنواع معينة من الإجهاد المبكر وتأثيرات سلبية على الجهاز الهرموني العصبي، و خاصة ما يسمى محور “تحت المهاد-الغدة النخامية-الغدة الكظرية”. حيث يعتبر هذا المحور هو المسؤول عن السيطرة على افرازات الأدرينالين والكورتيزول و هرمونات التوتر الأخرى. حيث أكدت هذه الدراسة أن هناك تأثيراً للبيئات العدوانية خلال مرحلة المراهقة على سلوكيات الفرد خلال فترة البلوغ

و تضمنت التجربة وضع فئران تبلغ من العُمر شهر واحد (توازي مرحلة المراهقة عند الإنسان) مع فئران تكبرها عمراً و ذات طابع عدواني في قفص واحد بحيث لا يفصل بينها سوى حاجز شفاف ذو ثقوب، واستمرت هذه المرحلة لأسبوعين بحيث تعرضت الفئران موضع التجربة (التي تبلغ شهراً واحداً من العُمر) لهجمات عدوانية أستمرت كل يوم لفترات قصيرة. و يسمى نوع الإجهاد المستخدم في التجربة سالفة الذكر الإجهاد الاجتماعي (الهزيمة)ـ

بعد انتهاء فترة التجربة تم إجراء عدة اختبارات سلوكية لمجموعة الفئران موضع التجربة ( التي تبلغ من العُمر شهر واحد) بهدف تحديد أثر هذه الضغوط على الفئران، و قد شملت الاختبارات السلوكية التي تم استخدامها: ـ
أولاً: اختبارات مستويات القلق
ثانياً: الاكتئاب
ثالثاً: القدرة على الاختلاط و التواصل مع شريك غير مألوف

وقد لاحظت مجموعة الباحثين أن الفئران موضع التجربة (المتوترة) كانت أكثر قلقاً وقلت قدرتها على التفاعل مع الفئران الأخرى، فكانت أسوء من غيرها من الفئران التي لم تتعرض للإجهاد. ولاحظوا أيضاً أن الفئران موضع التجربة كانت تعاني من اضمحلال في تكوين الخلايا العصبية في جزء من قرن آمون (أحد أجزاء تركيبة في الدماغ تسمى الحصين: المركز العصبي المسؤول عن الذاكرة قصيرة المدى) وهو تأثير ودلالة معروفة للمصابين بحالات الاكتئاب والخرف المبكر

الجدير بالذكر ان الفئران التي سُمح لها بالراحة لبضعة أسابيع في بيئة هادئة عادت لوضعها الطبيعي من حيث السلوكيات الإجتماعية و زادت قدرتها على تكوين الخلايا العصبية

Cold Spring Harbor Laboratory

PLOS One