كيف يفك العلم ألغاز الإدمان؟ – الجزء الثاني

كتابة: فرين سميث.
ترجمة: بدر الصقير وريم الشيخ.

هذا المقال هو تكملةٌ لترجمة مقالٍ نشرناه بالأمس، ويمكن أن تطلع على الجزء الأول هنا.

جلسَ على كرسيِ دوارِ أسود في غرفةٍ صغيرةٍ بلا نوافذ بكلية أيكان للطب في جبل سيناء في مانهاتن أثناء انتظار تصويره بالرنين المغناطيسي، حيث يشارك في دراسةٍ بمختبر ريتا زد غولدشتاين حول دور قشرة الفص الجبهي وهي مركز التحكم التنفيذي الدماغ، وريتا هي أستاذةٌ محاضرةٌ في الطب النفسي وعلم الأعصاب. وسيشاهد صوراً للكوكايين مع تعليماتٍ لتخيل الملذات أو المخاطر التي تثيرها كل صورةٍ على حِدةٍ بينما يسجل الماسح نشاط دماغه، حيث تختبر غولدشتاين وفريقها ما إذا كان الارتجاع العصبي الذي يسمح للناس بمراقبة عقولهم أثناء عملها يمكن أن يساعد المدمنين على التحكم بشكلٍ أكبر بالعادات القهرية. وقال الرجل بينما قِيد إلى جهاز الرنين المغناطيسي: “ما زلت أفكر بأنني لا أستطيع أن أصدق أنني أهدرت كل هذا المال الملعون على المخدرات، فلا مقارنة بين ما ربحته مقابل ما خسرت”.

ساهمت دراسات غولدشتاين للتصوير العصبي في توسيع فهم نظام المكافأة في الدماغ من خلال استكشاف كيفية ارتباط الإدمان بقشرة الفص الجبهي والمناطق القشرية الأخرى، حيث تؤثر التغييرات في هذا الجزء من الدماغ على الحكم، ضبط النفس، وغيرها من الوظائف الإدراكية المرتبطة بالإدمان، وتقول: “المكافأة مهمةٌ في بداية دورة الإدمان، ولكن تُقلل الاستجابة لها مع استمرار الاضطراب”، وغالباً ما يستمر الأشخاص الذين يعانون من الإدمان في تعاطي المخدرات لتخفيف البؤس الذي يشعرون به عندما يتوقفون.

تكنيك التنفير
نشرت غولدتشتاين في عام 2002مـ ما أصبح نموذجاً مؤثراً للإدمان، وذلك أثناء عملها مع نورا فولك التي تعمل الآن كمديرةٍ لنيدا، ويُدعى النموذج بأريسيا (اختصار “اثباط ضعف الاستجابة واسناد البروز” باللغة الإنجليزية)، وهو اسمٌ كبيرٌ لفكرةٍ بسيطةٍ إلى حد ما، إذ يضيق مجال الاهتمام مع اكتساب مؤشرات العقاقير الأهمية، مثل الكاميرا التي تكبر حجم هدفٍ واحدٍ وتدفع كل شيء بعيداً عن مجال الرؤية، وتقل قدرة الدماغ على التحكم بالسلوك في مواجهة تلك الإشارات في الوقت نفسه. وأظهرت غولدشتاين أن مدمنو الكوكايين يملكون حجماً أصغر من المادة الرمادية في قشرة الفص الجبهي كمجموعةٍ، وهو نقصٌ هيكليٌ مرتبطٌ بوظائفٍ تنفيذية أسوء، كما يختلف أدائهم في الاختبارات النفسية عن الأشخاص من غير المدمنين، في الذاكرة، الانتباه، اتخاذ القرار، وعملية معالجة المكافئة الناتجة من عدم تعاطي المخدرات مثل المال. فأداءهم أسوأ بشكلٍ عامٍ، ولكن ليس دائماً، حيث يعتمد ذلك على السياق.

على سبيل المثال، في مهمةٍ معياريةٍ تقيس الطلاقة مثل “كم عدد حيوانات المزرعة التي يمكنك تسميتها في دقيقة واحدة؟”، قد يتأخر الأشخاص الذين يعانون من الإدمان، ولكن عندما تطلب منهم غولدشتاين سرد الكلمات المتعلقة بالمخدرات، فإنهم يميلون إلى التفوق على الآخرين، وغالباً ما يكون مستخدمو المخدرات المزمنة جيدين في تخطيط وتنفيذ المهام التي تنطوي على استخدام المخدرات، ولكن هذا التحيز قد يعرقل العمليات الإدراكية الأخرى، بما في ذلك معرفة كيفية ووقت التوقف، وقد تكون اعتلالات السلوك والدماغ أكثر دقةً في بعض الأحيان من اضطرابات الدماغ الأخرى، كما أنها تتأثر بشكلٍ كبيرٍ بالحالة، وتقول: “إننا نعتقد أن هذا هو أحد الأسباب التي جعلت الإدمان ما زال أحد آخر الاضطرابات التي يمكن تعريفها كاضطرابٍ في الدماغ”.

لا تجيب دراسات غولدشتاين على سؤال الدجاجة والبيض: هل يسبب الإدمان هذه الاعتلالات، أم هل تؤدي نقاط الضعف في الدماغ بسبب الوراثة، أو الصدمة، أو الإجهاد، أو عوامل أخرى إلى زيادة خطر أن يصبح الشخص مدمناً؟ ولكن مختبر غولدشتاين اكتشف أدلةً محيرةً على أن مناطق الدماغ الأمامية تبدأ في الشفاء عندما يتوقف الناس عن تعاطي المخدرات، إذ تتبعت دراسةٌ في عام 2016مـ 19 مدمناً للكوكايين ممن امتنعوا عن استخدامه أو قللوا من استخدامه بشدةٍ لمدة ستة أشهر، فأظهروا زياداتٍ كبيرةٍ في حجم المادة الرمادية في منطقتين تشارك في تثبيط السلوك وتقييم المكافآت.

يمر مارك بوتينزا عبر كازينو الفينيسي الكهفي في لاس فيغاس، ويصدر الصفير والقرقعة من الألعاب الإلكترونية، ماكينات القمار، الروليت، البلاك جاك، ولعبة البوكر، ولا يلاحظ بوتينزا شيئاً ويقول بينما يهز كتفه ويبتسم: “أنا لست مقامراً”، وبوتينزا هو الطبيب نفسي اللطيف والنشيط في جامعة ييل ومدير برنامج الكلية للبحث في الاضطرابات الاندفاعية واضطرابات التحكم في الاندفاع. يقول ذلك وهو ينزل لأسفل السلم المتحرك وخلال عبوره البهو الطويل إلى قاعة اجتماعاتٍ رصينةٍ بمركز مؤتمرات ساندز إكسبو، حيث سيقدم بحثه حول إدمان المقامرة لما يُقارب المئة عالمٍ وطبيبٍ.

نظم الاجتماع المركز الوطني للعب المسؤول، وهم مجموعةٌ مدعومةٌ من صناعة القمار والتي قامت بتمويل أبحاث بوتنزا وغيره، وتم ذلك عشية انعقاد المؤتمر الكبير في هذه الصناعة وهو معرض الألعاب العالمي، ولقد وقف بوتنزا على المنصة وتحدث عن سلامة المادة البيضاء وتدفق الدم في القشرة الدماغية للمقامرين، وفي خارج نطاق الغرفة قام العارضون بإعداد عروضٍ تروج لإبداعاتٍ مُهندسةٍ لتحفيز تدفق الدوبامين في أبناء الألفية الجديدة، الرهان الإلكتروني الرياضي، وألعاب الكازينو المنمذجة على ألعاب الإكس بوكس، وحضر أكثر من 27 ألف من مصنعي الألعاب، المصممين، ومشغلي الكازينو.

دفع بوتينزا وعلماءٌ آخرون مؤسسة الطب النفسي إلى قبول فكرة الإدمان السلوكي، أذ نقلت الجمعية الأمريكية للطب النفسي في عام 2013مـ مشكلة المقامرة من فصلٍ معنونٍ بـ”اضطراب السيطرة على الاندفاع غير المصنف في أماكن أخرى” إلى الفصل المسمى بـ”الاضطرابات المرتبطة بالمواد والإدمان” من الدليل التشخيصي والإحصائي. ولم يكن هذا مجرد أمرٍ تقني، حيث يقول مدير الأبحاث في مركز التأمل الواعي في كلية الطب بجامعة ماساشوستس وهو جودسون بروور: “إن ذلك يكسر الحاجز للنظر إلى سلوكيات أخرى كإدمانٍ”.

لقد نظرت الجمعية في هذه المسألة لأكثر من عقدٍ من الزمن أثناء تراكم الأبحاث حول تشابه المقامرة بإدمان المخدرات، كالرغبة النهمة، انشغال الذهن، الإلحاح الذي لا يمكن السيطرة عليه، التشويق السريع الحاجة للحفاظ على زيادة الرهان للشعور بالهيجان، وعدم القدرة على التوقف على الرغم من الوعود والعزيمة. ولقد قام بوتينزا بأول دراسات تصوير دماغية للمقامرين واكتشف أنها تشبه فحوصات مدمني المخدرات، مع نشاطٍ بطيءٍ في أجزاء الدماغ المسؤولة عن التحكم في الاندفاع.

مشروبٌ عفويٌ
يحاول الباحثون الآن تحديد أنواع السلوكيات المؤهلة لاعتبارها كإدمان، وذلك بعد أن تقبلت مؤسسة الطب النفسي فكرة إمكانية الإدمان بدون مخدرات، فهل تسبب جميع الأنشطة الممتعة الإدمان؟ أم أننا نحول كل عادةٍ إلى منظور طبي، ابتداءً من النظر إلى البريد الإلكتروني كل دقيقةٍ، إلى استراحة الحلوى في وقتٍ متأخرٍ من بعد الظهر؟

سجل كتيب التشخيص والاحصاء اضطراب ألعاب الإنترنت كحالةٍ تستدعي مزيداً من الدراسة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الحزن الموهن المزمن واضطراب استهلاك الكافيين، بينما لم يعتبر إدمان الانترنت ضمن القائمة. إلا أن إدمان الانترنت يُعتبر من قائمة جون قرانت لأنواع الإدمان، بالإضافة إلى التسوق القهري، الجنس، إدمان الطعام، وهوس السرقة، حيث يقول قرانت المسؤول عن عيادة الاضطرابات القهرية والاندفاعية والإدمان في جامعة شيكاغو: “بإمكان أي شيءٍ مكافئٍ بإفراطٍ أو جالبٍ للنشوة أو مهدئٍ أن يكون جالباً للإدمان”، ولكن مقدار تسببه بالإدمان يعتمد على ضعف الشخص، والذي يتأثر بالمورثات، الصدمات، الاكتئاب، بالإضافة إلى العوامل الأخرى، و”فلا نصاب جميعاً بالإدمان”.

ربما يكون إدمان الطعام والجنس الأكثر إثارةً للجدل في قائمة أنواع الإدمان الحديثة، فهل يمكن لاحتياجاتٍ أساسيةٍ أن تكون جالبةً للإدمان؟ فلقد نصحت منظمة الصحة العالمية بإلحاق إدمان الجنس على إنه حالة اضطرابٍ في السيطرة على الاندفاع في نسختها المقبلة من التصنيف العالمي للأمراض الصادرة في 2018مـ، ولكن لم توافق الجمعية النفسية الأمريكية على إدمان الجنس في كتيبها الأخير للتشخيص بعد جدلٍ جادٍ حول كونه مشكلةً حقيقيةً، وكذلك لم يعتبر إدمان الطعام مرضاً.

أظهرت عالمة الأعصاب في مستشفى القديس لوكا وجبل سيناء في نيويورك وهي نيكول أفينا أن الجرذان ستستمر في تناول السكر إذا تركتها، وأنها ستطور أعراض التحمل، الاشتهاء، والانسحاب، مثلما ما يحصل إذا أدمنوا على الكوكايين، وتقول بأن الطعام عالي الدهون والمعالج كالطحين المصفى قد يكون في مستوى ضرر السكر، واستفتت أفينا مع باحثين في جامعة ميشيغان 385 بالغاً والنتائج كانت على ما يلي:

أفصح 92% عن رغبةٍ مستمرةٍ بأكل أنواعٍ معينةٍ من الطعام ومحاولاتٍ فاشلةٍ مستمرةٍ للتوقف، وهما علامتان من علامات الإدمان، وحلت البيتزا المعدة عادةً بالطحين الأبيض والمغطاة بصلصلة الطماطم المثقلة بالسكر في المركز الأول كأكثر طعامٍ مسببٍ للإدمان، بينما تشارك المركز الثاني كلٌ من الشوكولاتة والبطاطس المقرمشة، ولا تشك أفينا في أن إدمان الطعام حقيقةٌ، وتقول: “إنه سببٌ رئيسيٌ في معاناة الناس مع البدانة”.

حقق العلم نجاحاً أكبر في استكشاف ما ينحرف في دماغ المدمن مما فعل لتصميم طرقٍ لإصلاحه، ويمكن لقليلٍ من الأدوية أن تساعد الأشخاص في تجاوز أنواعٍ معينة من الإدمان، فالنالتركسون طُوّر لعلاج إدمان الأفيون على سبيل المثال، ولكنه يُوصف أيضاً للمساعدة في التخفيف من أو الإقلاع عن شرب الخمر، الأكل بشراهة، والقمار. كما يُستعمل دواء البوبرنوفين في تنشيط المستقبلات الأفيونية في الدماغ، ولكن بدرجةٍ أقل بكثير مما يفعله الهيروين، ويقمع هذا العلاج الأعراض السيئة للاشتهاء والإقلاع، ويسمح للأشخاص بكسر أنماط الإدمان. ويقول منتج الأفلام وصاحب المعرض الفني في تشارلستون بساوث كارولينا وهو جستن ناثانسون: “إنه معجزة!” حيث تعاطى الهيروين منذ سنواتٍ وتردد على عيادات الإدمان مرتين ولكنه انتكس، ومن ثم وصف له طبيبٌ حبوب البوبرنوفين، فقال “شعرت أنني طبيعي بعد خمس دقائق، ولم أتعاطى الهيروين منذ 13 عاماً”.

عُرفت معظم الأدوية المستخدمة في علاج الإدمان منذ سنوات، ولكن التطورات الأخيرة في مجال علم الأعصاب لم تنتج علاجاً حاسماً بعد، حيث اختبر الباحثون عشرات المركبات التي أظهرت نتائج واعدةً في المختبرات، إلا أن نتائج التجارب السريرية كانت مختلطةً على أحسن تقديرٍ، ولا زال تحفيز الدماغ لعلاج الإدمان في طور التجربة، وهو تطورٌ ناشئٌ من الاكتشافات الحديثة في علم الأعصاب. وعلى الرغم من كون برنامج الاثني عشر خطوةً، العلاج الإدراكي، والعلاجات النفسية الأخرى، مجديةً مع البعض، لكنها لا تنفع مع الجميع ويرتفع فيها معدل الانتكاسات.

هناك معسكران في عالم علاج الإدمان، أحدهما يؤمن بأن العلاج يكمن في إصلاح الخلل الكيميائي أو في وصلات دماغ المدمن عبر أدويةٍ أو تقنياتٍ مثل التحفيز المغناطيسي للدماغ مع الدعم النفسي كعاملٍ مساعدٍ، والأخر يرى العلاجات كعاملٍ مساعدٍ وكطريقةٍ لتخفيف الاشتياق وأعراض الإقلاع بينما تسمح للناس بأداء العلاج النفسي الضروري للتعافي من الإدمان. ويتفق كلا المعسكران على شيءٍ واحدٍ: معاناة العلاجات الحالية من القصور، حيث يقول بريور الباحث المفكر في جامعة ماساتشوستس:” في الوقت الحالي، مرضايَ يُعانون”.

يدرس بروير علم النفس البوذي، وهو طبيبٌ نفسي متخصصٌ في الإدمان أيضاً، ويؤمن بأن أفضل أملٍ في علاج الإدمان يكمن في خلط العلم الحديث مع الممارسات التأملية القديمة، ويعتبر مبشراً للتأمل الذهني الذي يستعمل العلاجات والتقنيات الأخرى لجلب الوعي بما نفعله والشعور به، خصوصاً مع العادات التي تقود إلى السلوك الهادم للذات.

مرضى وليسوا سجناء
يُنظر إلى الشغف في الفلسفة البوذية كجذرٍ لجميع المعاناة، ولم يكن بوذا يتحدث عن الهيروين أو الآيس كريم أو بعض السلوكيات القهرية الأخرى التي تجلب الناس إلى مجموعات بريور، ولكن هناك أدلةٌ متزايدةٌ على أن التأمل الواعي يمكن أن يقاوم طوفان الدوبامين في الحياة المعاصرة، ولقد أظهر باحثون في جامعة واشنطن أن البرنامج القائم على التأمل الواعي كان أكثر فاعليةً لمنع انتكاس إدمان المخدرات مقارنةً ببرنامج الإثني عشر خطوةٍ، وأظهر بروير أن التدريب بالتأمل الواعي كان بضعف فعالية برنامج مكافحة التدخين السلوكي بالمقياس الذهبي.

يدرب التأمل الواعي الأشخاص على لفت انتباههم إلى الرغبة الشديدة دون التفاعل معها، إذ تتمثل الفكرة في التغلب على موجة الرغبة الشديدة، ويشجع التأمل الواعي الناس أيضاً على ملاحظة سبب شعورهم بالتساهل. ولقد أظهر بريور وآخرون أن التأمل يهدئ القشرة الحزامية الخلفية، وهي الفضاء العصبي المرتبط بنوعٍ من الإجهاد الذي يمكن أن يؤدي إلى حلقةٍ من السلوك القهري. ويتحدث بريور بالنغمة المهدئة التي تريدها في معالجك، وتتناقل مصطلحاته تارةً بين المصطلحات العلمية كالحصين، الفص الجزيري، وبين لغة النصوص البوذية، ووقف في مساءٍ مؤخراً أمام 23 شخصاً يعانون من الإجهاد، وجلسوا في نصف دائرةٍ على كراسٍ بلاستيكية مصبوغةٍ باللون البيج، ووسائد مستديرة حمراء اللون تعلو أقدامهم.

تعمل دوناماري لاريفي كمستشارةٍ في مجال التسويق ومدربةٍ تنفيذيةٍ، وانضمت إلى مجموعة التأمل الواعي الأسبوعية لتحطيم عادات الآيسكريم والشوكولاتة. وأصبحت خلال أربعة أشهر تأكل طعاماً صحياً أكثر وتتمتع بمغرفةٍ عارضةٍ من حلوى مزدوجة، ولكنها نادراً ما تتوق إليه، تقول: “لقد كان تغيير للحياة، وخلاصة القول أن الرغبة الشديدة لدي قد انخفضت”.

قرر ناثان آبيلز التوقف عن الشرب عدة مراتٍ، حتى انتهى به المطاف في يوليو عام 2016مـ بغرفة الطوارئ في جامعة كارولينا الجنوبية الطبية في تشارلستون، بعد أن أمضى ثلاثة أيامٍ من شعوره بالهذيان الناتج عن شرب الجين. وتطوع لإجراء دراسة التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة أثناء خضوعه للعلاج بواسطة عالمة الأعصاب كولين هانلون. أما بالنسبة لأبلز فيبلغ من العمر 28 عاماً وفني مصمم الإضاءة والحرفي، ويفهم كيف تعمل الدوائر، ووفرت له رؤى علم الأعصاب بعض الشعور بالارتياح، فهو لا يشعر بأنه محاصرٌ في علم الأحياء أو أنه جُرّد من المسؤولية بسبب شربه. ولكن يشعر بخزيٍ أقل بدلاً من ذلك، حيث يقول: “لقد فكرت بالشرب دائماً على أنه ضعف، ولكن فهم أنه مرضٌ يمنحني الكثير من القوة”. إنه يرمي كل ما يقدمه المركز الطبي في شفائه، من الأدوية والعلاج النفسي ومجموعات الدعم، والتقلبات الكهرومغناطيسية في رأسه، ويقول “يمكن للدماغ إعادة بناء نفسه، وهذا هو أكثر ما يُدهش”.

المصدر (National Geographic)

المصطلحات:
باتريك بيروتي سكوفيد Patrick Perotti Scoffed
لويجي قاليمبرتي Luigi Gallimberti
التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة transcranial magnetic stimulation (TMS)
مكتب الولايات المتحدة للمخدرات والجريمة United Nations Office on Drugs and Crime
مركز التحكم في الأمراض والوقاية The Centers for Disease Control and Prevention
المواد الأفيونية opioids
لانتونيلو بونسي Antonello Bonci
البيرتو تيرانيو Alberto Terraneo
الصيدلانية النفسانية العصبية الأوربية European Neuropsychopharmacology
الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders
آن روز تشلدريس Anna Rose Childress
الترميز بالألوان color-coding
ولفرام سشيلتز Wolfram Schultz
بلوس ون PLoS One
ريتا زد غولدشتاين Rita Z. Goldstein
النالتركسون naltrexone
البوبرنوفين buprenorphine
القشرة الحزامية الخلفية posterior cingulate cortex
التأمل الواعي Mindfulness

 

السعودي العلمي

Article Tags

Comments are closed.