سر السعادة: قدّر وقتك أكثر من أموالك

كتابة: ديفيد نيلد.
ترجمة: سارة العجمي.
مراجعة: محمد ممدوح.




لطالما طارد العلماء سر السعادة المراوغ: هل هو معلقٌ بترك الفيس بوك؟ أم التحدث باللغة الإسبانية؟ أم بممارسة الجنس أكثر؟ أو ربما نستطيع تعقّبهُ في حفاظنا على العلاقات المُقرّبة والصحة الجيدة؟ إلا أن دراسةً حديثةً وجدت أن تقديرك لوقتك أكثر من أموالك يمكن أن يساعدك في الشعور بالرضى أكثر في جميع جوانب حياتك التي فرضت عليك.

قام باحثون من جامعة بريتش كولومبيا في كندا بجمع أكثر من 4,600 مشاركاً، ووجدوا انقساماً متساوياً تقريباً بين أولئك الذين أعطوا الأولوية لوقتهم وبين أولئك الذين أعطوا ثرواتهم الأولوية، إلا أن المشاركين من كبار السن كانوا أكثر ميلاً لتفضيل الوقت على المال. كما وجد الفريق أيضاً أن أولئك الذين اختاروا الوقت أولاً كانوا أكثر سعادةً عموماً.

تقول قائدة الباحثين أشلي ويلانز: “يبدو أن للناس تفضيلٌ مستقرٌ لتقدير وقتهم على كسب المزيد من المال، حيث يرتبط إعطاء الأولوية للوقت مع سعادةٍ أكثر”. وتضيف: “على الأرجح أن امتلاك المزيد من الوقت أكثر أهميةً للسعادة من امتلاك المزيد من المال. وحتى إعطاء بضع ساعاتٍ من شيك الراتب للتطوّع في بنك الطعام ربما يكون أكثر قيمةً من مالك بجعلك أكثر سعادةً”.

على الرغم من حجم العينة الكبير، إلا للدراسة حدودها: فهي لا تحتوي على الأشخاص الذين يعيشون على خط الفقر، مثلاً، والذين لا يملكون وسائل ترفٍ لتفضيل أي شيءٍ آخر غير المال. إلا أن البحث لم يجد أي تأثيرٍ للجنس، الدخل، والحالة الاجتماعية على تفضيل اختيارات المشاركين للوقت على المال أو العكس.

بعض الأسئلة التي شملتها الدراسة استخدمت أمثلةً من العالم الواقعي لقياس ميول المتطوعين. على سبيل المثال: ما إذا كانوا يُفضّلون شقةً أكثر تكلفةٌ ولكنها بعيدةٌ عن العمل، أم غرفة أقل بهرجةً مع مشوارٍ سريعٍ للعمل. حيث سُئل بعض المشاركين للاختيار بين وظيفةٍ ذات ساعات عملٍ طويلةٍ مع راتبٍ جيدٍ أو وظيفةٍ بساعات عملٍ قصيرةٍ مع راتبٍ أقل.

على الرغم من تأكيد دراساتٍ سابقةٍ أن زيادةً ضئيلةً في المال تستطيع جعلك سعيداً، إلا أنها لا تجعلك سعيداً إذا كانت هذه الإضافة ستكون زائلةً أو تستهلك أكثر وقتك. ولقد تم نشر الدراسة في مجلة علم النفس الاجتماعي والشخصية.

تقترح النتائج أن تمسكك باللحظات التي تمتع بها نفسك أفضل من عدّ أموالك، ولكن لا تتوقع أن ذلك سيطيل من متوسط عمرك. حيث أثبتت دراسةٌ حديثةٌ أجرتها جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة شملت مليون امرأةٍ، أن السعادة في حدّ ذاتها لا تُؤثر على مدى طول حياتك التي سوف تعيشها.

كما ذكر لنا بيتر دوكريل في ديسمبر (كانون الأول) الفائت، حيث يقول: “بعد الأخذ في الحسبان الاعتبارات في حياة المرأة مثل التدخين وسوء الصحة، بما في ذلك الاكتئاب والقلق واللذَين يختلفان عن التعاسة العامة، بالإضافة إلى نمط الحياة والعوامل الاجتماعية والاقتصادية، وجد الباحثون أن معدل الوفيات بين أولئك الذين لم يكونوا سعداء هو نفس معدل الوفيات بالنسبة لأولئك الذين قالوا أنهم كانوا سعداء”. لذا لا تنزلق في ساعات العمل الإضافية، سجّل خروجك من العمل ومتّع نفسك ما دُمت تستطيع ذلك.




المصدر: (sciencealert)

ديفيد نيلد (DAVID NIELD)
جامعة بريتش كولومبيا في كندا (University of British Columbia in Canada)
أشلي ويلانز (Ashley Whillans)
علم النفس الاجتماعي والشخصية (Social Psychological and Personality Science)
جامعة أكسفورد (University of Oxford)
بيتر دوكريل (Peter Dockrill)

Article Tags

Comments are closed.