اختراعاتٌ في حياتك اليومية الصيفية – الجزء الأول

كتابة: فنسنت كونسيمنتو.
ترجمة: أسامة أحمد خوجلي.
مراجعة: عبد الحميد شكري.

من اليونان الكلاسيكية إلى شواطئ ولاية كاليفورنيا… بعد سنواتٍ من البحث المضني أو عن طريق الصدفة… بمباركة الإله أو نجوم هوليود … في محطة القطار أو في مختبرات ناسا… هكذا ظهرت وتطورت بعض هذه الاختراعات الأساسية لوصول فصل الصيف.

تكييف الهواء: الهواء + الماء.
نحتفل في 27 من شهر يوليو (تموز) بذكرى واحدةٍ من تلك الاختراعات التي تجعل الصيف أقل طولاً ومشقةً لسكان العالم الأول: وهو تكييف الهواء. ففي ذلك اليوم في عام 1902مـ، أكمل المهندس الشاب من شركة بوفالو فور وهو ويليس هافيلاند كارير رسومات التصميم لقطعةٍ معدات بهدفٍ أوليّ مختلفٍ للغاية. حيث كان يأمل أن يكون هذا الإجابة على الطلب الذي تقدم به رئيس دار نشرٍ في بروكلين لنظامٍ للتحكم في الرطوبة ودرجة الحرارة المحيطة. إذ تسببت تقلباتها بتوسّع وانكماش الورق، والتي أثرت وأضرت بنوعية الإنتاج عن طريق التسبب بتجعد الصفحات.

وفقاً لشهادة كارير نفسه، قدم الحل نفسه في ليلة ربيعٍ ضبابيةٍ وغير سارةٍ في محطة القطار بمدينة بيتسبرق. حيث أدرك هناك كيفية تسبب وجود الماء في الغلاف الجوي في تبرّيد الهواء، وهي فكرةٌ دمجها في تصميمه لما سماه “جهازٌ لعلاج الهواء”. كانت الفكرة في جوهرها عبارةً عن حجرةٍ كبيرةٍ فيها بعض المراوح الكهربائية التي تولدت تياراً من الهواء، والذي يمر عبر وابلٍ أو ستارةٍ من المياه المتدفقة من أنبوبٍ بحيث أن الهواء المشبع يغادر الحجرة عند درجة الحرارة المرغوبة بها من خلال غربالٍ يحصر القطرات.

بعد ذلك بوقتٍ قصيرٍ، تم تركيب أول وحدةٍ تزن 30 طناً في المطبعة. وكانت النتيجة ناجحةً جداً لدرجة أنه كارير قدم في يوم 16 من سبتمبر (أيلول) عام 1904 مـ للحصول على براءةٍ لاختراعه. حيث لُوحظ أن الجهاز المبتكر سيكون مفيداً خاصةً في المصانع، وبشكلٍ خاصٍ في مصانع الغزل والنسيج، حيث تسبب قلة وجود الرطوبة شحن الألياف بالكهرباء الساكنة، مما يجعل التعامل معها صعباً.

بدأ استخدام أنظمة التكييف بدءاً من عام 1924مـ من أجل راحة الزبائن في دور السينما، المسارح، والمتاجر، والتي كانت لاتزال عملاقةً. ولم يتقلص حجم وكلفة هذه الأجهزة بما فيه الكفاية حتى بعد الحرب العالمية الثانية لنتمكن من تركيبها في المنازل العائلية.

النظارات الشمسية: الأضواء… الكاميرا… الحركة!

يعود أصل النظارات الشمسية إلى القرن 13 في الصين، عندما استُخدمت عدساتٌ داكنةٌ (مدخنةٌ، ولكنها ليست ملونة) لتُقلل من السطوع ولكنها لم تحمِ ضد أشعة الشمس. إذ لم يكن هناك حاجةٌ لذلك لأن النظارات استُخدمت بشكلٍ رئيسيٍّ من قِبل القضاة لتجنب فضح مشاعرهم أثناء ممارسة مسؤولياتهم. ولم تظهر النظارات ذات العدسات المظلمة في الغرب للتخفيف من حساسية الضوء حتى حوالي عام 1430 مـ وتحديداً في إيطاليا. وبحلول منتصف القرن 18، كان جيمس أيزكوف يختبر العدسات الملونة التي حصل عليها من خلال إدخال مركباتٍ مختلفةٍ في تشكيل الزجاج في ظل الافتراض الخاطئ بأنه يمكن علاج مشاكل الرؤية معهم.

لم تظهر النظارات الشمسية بمفهومها الحديث حتى بداية القرن العشرين، وذلك بفضل العمل الذي قام به العالم البريطاني البارز ويليام كروكس. ففي عام 1908مـ، شعرت الحكومة البريطانية بالقلق تجاه الوهج وتضرر العين الناجم عن استخدام وإساءة استخدام المصابيح الكهربائية المخترعة حديثاً وغيرها من الأجهزة الكهربائية المشعة، وحثوا العلماء للتوصل إلى حلٍ. وبعد ثماني سنواتٍ من الجهود المضنية، تمكن كروكس ابن الثمانين عاماً من إنتاج عدسةٍ ملونةٍ قليلاً بإمكانها تصفية 90٪ من الأشعة تحت الحمراء وكل الأشعة فوق البنفسجية. لم يأخذ كروكس وقتاً طويلاً ليدرك أن اختراعه يمكن أن يكون له تطبيقاتٌ لا حصر لها، سواء في المهن الأكثر تنوعاً وكذلك للتمتع في الهواء الطلق. فاختبر المئات من التركيبات المختلفة، وكل واحدٍ لاستخدامٍ معينٍ. فعلى سبيل المثال، كانت نظارة كروكس 414 مخصصةً لنافخي الزجاج، وكانت عبارةً عن عدسةٍ خضراء باهتةٍ تحتوي على الأكسالات الحديدية، حيث أزالت 98٪ من الأشعة تحت الحمراء الساقطة.

أصبحت النظارات الشمسية شعبيةً في ثلاثينيات القرن الماضي عندما بدأ ممثلو هوليوود باستخدامها لحماية أنفسهم من الأضواء القوية للاستوديوهات، ولتجنب ظهور العواطف والتهكّمات أيضاً كما فعل القضاة الصينيون. كان سام فوستر أول من أطلقها في سوق الولايات المتحدة في عام 1929مـ. وجاء إنجازهم النهائيّ في عام 1936 مـ عندما قامت شركة راي بان بإدخال العدسات المستقطبة في النظارات المصممة لحماية رؤية الطيارين عند التحليق على علوٍ مرتفعٍ بناءً على طلبٍ من الجيش الأمريكيّ، والتي اخترعها إدوين لاند للعدسات المستقطبة. وأصبحت تباع للعامة بعد عامٍ واحدٍ فقط، وسرعان ما أصبح أي شخصٍ يتباهى بامتلاك النظارات الشمسية لنموذج الطيار.

يتبع ..

المصدر: (bbvaopenmind)

شركة بوفالو فورج (Buffalo Forge Company)
ويليس هافيلاند كارير (Willis Haviland Carrier)
جيمس أيزكوف (James Ayscough)
ويليام كروكس (William Crookes)
الأكسالات الحديدية (ferrous oxalate)
سام فوستر (Sam Foster)
راي بان (Ray Ban)
إدوين لاند (Edwin Land)
كوكو شانيل (Coco Chanel)

السعودي العلمي

Comments are closed.