إدمان الإنترنت قد يعني مشاكل نفسيةٍ للطلاب الجامعيين

ترجمة: أسامة اليمني.
مراجعة: وضاح طرابزوني.

أظهر مسحٌ جديدٌ لمستخدمي الإنترنت أن الأشخاص المُفرِطين في استخدام الإنترنت قد يكونوا أكثر عُرضةً للأمراض النفسية. حيث تمكن الباحثون من اكتشاف معدلاتٍ عاليةٍ لمشاكل استخدام الإنترنت في مجموعةٍ من الطلاب الجامعيين في المقام الأول، وذلك باستخدام مقياسين لتقيّيم استخدام الإنترنت. إذ قيّم الباحثون مستوى إدمان الإنترنت باستخدام اختبار الإدمان على الإنترنت بالإضافة إلى مقياسٍ أحدث من تصميمهم الخاص، وذلك بناءً على معايير الإدمان الحديثة. وربما يكون لهذا العمل الذي عُرض في مؤتمر الكلية الأوروبية لعلم الأدوية العصبية والنفسية بمدينة فيينا آثارٌ مترتبةٌ على كيفية مقاربة الأطباء النفسيين للاستخدام المفرط للإنترنت.

أثار ارتفاع استخدام الإنترنت الذي لا يمكن إيقافه العديد من المخاوف بشأن ازدياد عدد الأشخاص الذين لا يستطيعون التكيف من دون استخدام الإنترنت بانتظامٍ. ويُعد اختبار الإدمان على الإنترنت الاختبار المعياريّ المستخدم لقياس مدى الاعتماد المُفرط على الإنترنت، ولكن كما أشار كبير الباحثين مايكل فان أميرينجن: “لقد طُوّر اختبار الإدمان على الإنترنت في عام ١٩٩٨مـ، أي قبل الاستخدام الواسع لتقنية الهواتف الذكية. بالإضافة إلى أن استخدام الإنترنت تغير بشكلٍ جذريٍّ على مدى 18 عاماً الماضية، متمثلاً في زيادة استخدام الأشخاص للإنترنت، بث وسائل الإعلام، انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها. حيث كنا قلقين من أن استبيان اختبار الإدمان على الإنترنت قد لا يتمكن من تحديد المشاكل الحديثة لاستخدام الإنترنت، أو أنه سيظهر إيجابياتٍ مغلوطةٍ بشأن الذين يستخدمون الإنترنت بدلاً من اعتمادهم عليه بشكلٍ مفرطٍ”.

أجرت مجموعة الأستاذ المحاضر فان أميرينجن من جامعة ماكماستر في كندا استطلاعاً على ٢٥٤ طالباً، وربطوا بين استخدام الإنترنت والصحة العقلية العامة والعافية. حيث أظهر الاستطلاع أن ٣٣ من الطلاب طابقوا معايير الفحص للإدمان على الإنترنت وفقاً لاختبار الإدمان على الإنترنت. بينما طابق ١٠٧ منهم مع معايير مشاكل استخدام الإنترنت باستخدام أداة الفحص الحديثة الخاصة بالأستاذ فان أميرينجن وزملائه. كما قدم فريق البحث أيضاً سلسلةً أخرى من اختبارات الاخبار الذاتيّ لمعرفة كيفية اختلاف المدمنين على الإنترنت مقارنةً بالآخرين في مجالاتٍ مثل أعراض الاكتئاب، القلق، الاندفاعية، عدم التركيز، والأداء التنفيذيّ، بالإضافة إلى اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.

قال الأستاذ المحاضر فان أميرينجن: “لقد وجدنا أن أولئك الذين أظهروا نتائج إيجابيةً في اختبار الإدمان على الإنترنت بالإضافة إلى مقياسنا الخاص لديهم مشاكل كبيرةً في التعامل مع أنشطتهم اليومية، بما في ذلك حياتهم في المنزل، في المدرسة أو العمل، وفي الجوانب الاجتماعية. كما كان لمدمني الإنترنت قدراً أعلى بكثيرٍ في أعراض الاكتئاب والقلق، مشاكل في التخطيط وتنظيم الوقت، تهوّرٌ في الانتباه بالإضافة إلى أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. يدفعنا هذا إلى سؤاليْن: أولاً، هل نقلل بصورةٍ فاضحةٍ من انتشار إدمان الإنترنت؟ وثانياً، هل تعتبر هذه المشاكل النفسية الأخرى سبباً أم نتيجةً لهذا الاعتماد المفرط على الإنترنت؟”.

يضيف فان أميرينجن قائلاً: “يمكن أن يكون لهذا آثارٌ طبيةٌ عمليةً. فإن كنت تحاول معالجة أحدهم من الإدمان بينما يعاني هو في الواقع من القلق أو الاكتئاب فإنك تسير في الاتجاه الخطأ. إننا بحاجةٍ لفهم هذا بصورةٍ أكبر، ولذا فإننا نحتاج إلى عينةٍ أكبر مستمدةٍ من مجموعةٍ أوسع وأكثر تنوعاً”.

يقول الأستاذ المحاضر جان بيتلار من مركز نيميجن الطبي بجامعة رادبود وعضو اللجنة الاستشارية العلمية لعلاج أمراض الأطفال والمراهقين بالكلية الأوروبية لعلم الأدوية العصبية والنفسية معلقاً على ذلك: “يُعد الاستخدام المفرط للإنترنت ظاهرةً غير مدروسةٍ كفايةً والتي ربما تُخفي أمراضاً نفسيةً خفيفةً أو شديدةً؛ فربما يكون الاستخدام المفرط للإنترنت مرتبطاً بشكلٍ قويٍّ بالسلوك القهري والإدمان، وإننا بحاجةٍ إلى المزيد من الدراسة على مجموعاتٍ أكبر كما يقول المؤلفون”.

المصدر: (sciencedaily)

مايكل فان أميرينجن (Michael Van Ameringen)
جامعة ماكماستر في كندا (McMaster University in Canada)
جان بيتلار (Jan Buitelaar)
مركز نيميجن الطبي بجامعة رادبود (Radboud University Nijmegen Medical Centre)
اختبار الإدمان على الإنترنت (The Internet Addiction Test) (IAT)
الكلية الأوروبية لعلم الأدوية العصبية والنفسية (European College of Neuropsychopharmacology)  (ECNP)
اللجنة الاستشارية العلمية لعلاج أمراض الأطفال والمراهقين بالكلية الأوروبية لعلم الأدوية العصبية والنفسية (ECNP Child and adolescent disorders treatment Scientific Advisory Panel)

 

السعودي العلمي

Comments are closed.