الغابات الاستوائية تبعث الكربون ولا تمتصه

كتابة: آدم أتون.
ترجمة: نورة النزهة.
مراجعة: أمل سلطان العبود.

وجدت دراسةٌ جديدةٌ أن الغابات الاستوائية تضيف غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي أكثر مما تزيل، إذ قدّرت الدراسة أن أشجار العالم الظليلة تطلق غاز ثاني أكسيد الكربون أكثر من جميع السيارات والشاحنات في أمريكا، ويقول الباحثون أن الجانب المشرق هو امتلاك الغابات الاستوائية الإمكانية لتصبح مستهلكةً للكربون، عبر تحسين الحفاظ على البيئة وإدارة الأراضي.

يقول أحد كاتبي التقرير والأستاذ المشارك في مركز أبحاث وودز هول المعني بدراسة تغييرات المناخ وهو واين ووكر أن العلماء قد استهانوا بالانبعاثات الصادرة من الغابات، وركزوا في الغالب على قطع الأشجار، الحرائق الكبيرة، وبقية التصحر الواضح، ولكنه أضاف أن هذه التحليلات غضت الطرف عن التآكل الناتج عن البشر، كالقطع الانتقائي، فضلاً عن الاضطرابات البيئية الطبيعية كالجفاف والمرض التي تزداد سوءاً مع الاحتباس الحراريّ. إذ يقول: “في حين تعتبر كل تلك الخسائر صغيرةً إذا كانت في منطقةٍ واحدةٍ، ولكنك عندما تجمع كل هذه الخسائر من الأشجار الفردية على امتداد مساحةٍ كبيرةٍ بقدر الحزام الاستوائي بأكمله فستصبح ذات أهميةٍ”.

استخدم ووكر وزملاؤه الباحثون في كلٍّ من معهد وودز هول وجامعة بوسطن صور الأقمار الصناعية لـ 12 عاماً، الاستشعار عن بعد بالليزر، والقياسات الميدانية ليجمعوا بياناتٍ يقولون أنها أكثر بيانات دقيقةٍ جُمعت على الإطلاق عن خسارة الغابات أو ازديادها. ولقد بيَّنت نتائجهم التي نُشرت مؤخراً في دورية ساينس أن كل الغابات المنتشرة على خط الاستواء تطلق أكثر مما تمتص من الكربون، حيث تطلق حوالي 862 تيراغرامٍ من الكربون، بينما تمتص 437 تيراغرام (تيراغرام = مليون كيلوغرام).

يأتي ما نسبته 60% من 425 تيراغرامٍ من مجمل الانبعاثات من النصف الغربي للكرة الأرضية، بينما يأتي 24% من أفريقيا وحوالي 16% من آسيا. وحذر ووكر من المبالغة في تفسير مصادر مجمل الانبعاثات، نظراً لوجود اختلافٍ واسعٍ حتى داخل المنطقة أو الدولة ذاتها.

يقول كاتب الدراسة والأستاذ المشارك في معهد وودز هول وهو أليساندرو باتشيني أن الأمريكيتان شهدا أكبر خسارةٍ للغابات على سبيل المثال، بالإضافة إلى أكبر ازديادٍ لها، كما أصبحت غابات جمهورية الكونغو مصدراً مجملاً للكربون في عام 2007مـ فقط”.

رغم أن تآكل الغابات أصبح أكثر انتشاراً مما كان يعتقد سابقاً، إلا أن الباحثين يقولون أن النظم البيئية لا تزال سليمةً نسبياً وبإمكانها أن تعود لسابق عهدها إذا عززت الحكومات سياسات الحفاظ على البيئة وفرضتها، وإذا عادت لسابق عهدها فستكون أرخص وسيلةٍ للحد من الكربون في الغلاف الجوي.

يقول ووكر: “إن كانت الغابات الاستوائية تستهلك الكربون، فإنها لن تكون قادرةً على أن تلعب دوراً كبيراً في التقليل من مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون. ولكنها تعد مصدراً، وهذه مجرد حقيقةٍ استناداً إلى دراستنا، وتمثل أداةً في صندوق الأدوات. وبينما تتطور الأدوات مع تطور التقنيات، فخيار استعادة الغابات هو أحد أسهل الطرق وأقلها تكلفةً للمضي قدماً إلى الأمام”.

المصدر: (scientificamerican)

آدم أتون. (Adam Aton)
واين ووكر (Wayne Walker)
مركز وودز هول (The Woods Hole Research Center)
جامعة بوسطن (Boston University)
الاستشعار عن بعد بالليزر (laser remote sensing)
دورية ساينس (the journal Science)
أليساندروا باتشيني (Alessandro Baccini)
جمهورية الكونغو (The Congo)

السعودي العلمي

Comments are closed.