العرب يعتبرون من الشعوب اليافعة حيث أن ٣٠٪ منهم لا تزيد أعمارهم عن ١٥ عاماً. هذا سلاح ذو حدين لصانعي القرار هناك لأن اليافعين بإمكانهم تنشيط وتحفيز النمو وصناعة مجتمعات ديناميكية (فعالة وحيوية)، بالذات إذا تم تدريبهم وتعليمهم بإتقان. لكن عدم استطاعة الحكومات العربية توفير فرص الدراسة في التعليم العام أو العالي لهم أو توسيع السعة الإنتاجية من أجل خلق مخزون من الوظائف قد يسبب هيجاناً وثورةً اجتماعية.
يقدر البنك الدولي أن المنطقة بحاجة لخلق ١٠٠ مليون وظيفة بحلول عام ٢٠٢٠ لتوظيف اليافعين من الرجال والنساء الذين سينضمون لسوق العمل في العالم العربي.
في حين أن مشكلة البطالة لا يمكن تجاوزها في بعض الدول العربية الأفقر مثل اليمن، فهي تبدو قابلة للإدارة في الدول العربية الأغنى مثل قطر والكويت والإمارات
________________
“تقسم الدول العربية إلى ثلاثة أقسام بحسب دخل الفرد.
القسم الأول: من هذه الدول يتميز بالإعتماد الإقتصادي شبه الكلي على النفط، وهي دول الخليج -البحرين، الكويت، عمان، قطر، السعودية، والإمارات-. حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد يبلغ في أقصاه ٦٥،١٨٢ دولار أمريكي في قطر وأدناه إلى ٢٢،٦٩٥ دولار أمريكي في عمان. يقطن ٣٧ مليون شخص في هذه الدول ويبلغون ١١٪ تقريباً من إجمالي تعداد العرب. العلوم والتقنية والإبتكار وكذلك التعليم العالي في هذه الدول يعتبر ناشئاً، لكنه ينمو بتسارع بسبب الإستثمارات الضخمة من قبل رؤوس هذه الدول والحكومات.
القسم الثاني: تشمل الجزائر، مصر، العراق، الأدرن، لبنان، ليبيا، المغرب، الأراضي الفلسطينية، سوريا، تونس. أعلى ناتج محلي إجمالي للفرد لهذه الدول هو في ليبيا -٧،٧٧٣ دولار أمريكي- وأقله في مصر -١،٥٠٥ دولار أمريكي-. على الرغم من أن الدول في هذه المجموعة لديها مخزون نفطي متواضع -باستثناء العراق وليبيا- لكنهم يدعمون بنية تحتية في التعليم العالي ناضجة نسبياً، من أمثلة هذا جامعات تعتبر الأقدم في الوطن العربي مثل جامعة القاهرة (١٩٠٨م) والجامعة الأمريكية في بيروت (١٨٦٦م) وجامعة الزيتونة في تونس (كجامع ٧٣٧م) وجامعة القرويين في المغرب (كجامع ٨٥٩م). عدد السكان في هذه المجموعة يبلغ ٢١٩ مليون نسمة وهو ما يعادل ٧٠٪ من العرب.
هناك انقسام ومفارقة واضحة بين القسم الأول من الدول والقسم الثاني. الدول التي تنتمي للقسم الأول لديها المصادر المادية والمالية للبحوث والتطوير لكنها تفتقد أساسات العلوم والتقنية وكذلك أنظمة تعليم عالي قوية لتنتج المعرفة. في المجموعة الثانية الوضع معاكس، حيث أن هذه الدول غير غنية مثل مصر التي تعتبر في نفس الوقت قائدةً إقليمية في العلوم والتقنية بخاصة في الموارد البشرية والمنشورات العلمية.
القسم الثالث: هي الدول التي تتميز بمحدودية المصادر الطبيعية وعدم تطورها وضآلة مخزون الموارد البشرية المدربة. دول هذه المجموعة لديها أخفض ناتج محلي إجمالي للفرد في العالم مما يصنفهم كأقل الدول تطوراً (LDC). هذه الدول هي جزر القمر، جيبوتي، موريتانيا، السودان، اليمن، ويمثلون ١٩٪ من العرب. نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر الوطني ازدادت ١٠٪ بين عامي ١٩٩٠-١٩٩٥ و ٢٠٠٠-٢٠٠٤، أي من ٣٧٪ إلى ٤٧٪. المشاكل التي تواجه هذه الدول تضاعفت بسبب الصراعات السياسية الداخلية في العشرين سنة الماضية
