برامج التدمير الذاتية في الخلية وجذورها التطورية

ترجمة: أحمد نبيل بوزيد

 

قد يبدو أنه من المنافي للحدس البديهي السعي نحو الموت، ولكن هنالك بعض الخلايا في العالم الحيواني التي من قدرها أن تموت عبر تشغيل نظام الموت الخلوي الذاتي الدقيق، ويعرف باسم موت الخلايا المبرمج. وفي هذه الفترة الحالية، ويقوم حالياً الدكتور ساكاماكي وزملاؤه بزيادة فهمنا لعملية تطور بروتين مهم في عملية الموت الذاتي يدعى الـ(caspase-8) ، وله دور رئيسي في عملية بدأ الموت الخلوي، وتم تحديده والتعرف عليه لأول مرة في جسم الإنسان.

وعند القيام بأحد أكثر تحليلات التطورية الشمولية للبروتين (caspase-8) ، أتضح أن لهذا البروتين نشاط قديم ومبكر جداً في التاريخ  (قبل أكثر من 500 مليون سنة)، وأن هذا النشاط محفوظ عالمياً من خلال عملية التطور، مما يبرهن على أهمية العملية في المملكة الحيوانية.
ويقول د. ساكاماكي: ” كون نظام الموت الذاتي الخلوي متأصل في الكائنات الأكثر بساطة من المهم جداً”.

بالإضافة إلى ذلك، فقد تمكن العلماء من القيام بعملية استبدال بروتينات الــ(Casp8)   من كائنات غير ثدية، ثم قاموا بتحفيز مسار عملية الموت الذاتي نفسها عندما وضعوها في وسط خلايا ثدية مستنبتة، وذلك خلال عمليات قتل تجريبية. مبرهنةً على شمولية العملية في عملية التطور. وليس هذا فحسب، بل إنهم برهنوا أن البروتين الرئيسي الذي يتفاعل مع بروتين (Casp8) ، هو بروتين (FADD) ، وهو أيضاً ملاحظ في مملكة الحيوان.

وبالتالي، فإن أدوات الموت الخلوي ذات أهمية بالغة في التطور الحيواني، حيث أنه في الموت الخلوي يحدث التخلص من الخلايا الغير ضرورية، والغير فعالة والغير صحية، أو حتى الضارة أحياناً، من الجسم. ويقول الدكتور ساكاماكي: “الخلايا التي تنتج ذرات المواد المميتة وتنتج مستقبلات تلك المواد على سطحها مختلفة عن غيرها في الثدييات. وهذا يشير إلى أن التواصل الخلوي شيءٌ حيويٌ لهذه الظاهرة.”

 

المصدر

Comments are closed.