عجوز يابانية تصبح المستفيد الأول من الجيل الجديد من الخلايا الجذعية

*ترجمة: أحمد أبوزيد

 

أصبحت امرأة يابانية في السبعينيات من عمرها أول مستقبل لأنسجة تم إنتاجها من خلايا جذعية متعددة-القدرة محفزة (Induced Pluripotent Stem Cells أو iPS) , وهي تقنية تحمل في طياتها الكثير من التوقعات الإيجابية حيث أنه تقدم نفس القدرة التجددية للخلايا الجذعية الجنينة وفي نفس الوقت دون بعض المخاوف الأخلاقية و بعض مخاوف السلامة العلاجية.

 

خلال ساعتين من العمل، قام فريق من ثلاث أطباء متخصصين في طب العيون بزرع صفيحة بأبعاد 1.3×3 ميلليمتر من خلايا طلائيات الشبكية الصبغية (Retinal Pigment Epithelium) , لتلك المريضة والتي تعاني من تحلل بقعي نتيجة التقدم في العمر ( Macular Degeneration )، والذي ينتهي عادةً بالعمى الدائم.

 

تمت العملية في المعهد الطبي الحيوي للبحث والإبتكار بالقرب من معهد رايكين (RIKEN) والذي قام فيه أحد أطباء العيون وتدعى دكتورة ماسايو تاكاهاشي بتطوير وتجريب نسيج الخلايا الطلائية سابق الذكر، وقد قامت د.تاكاهاشي بإعادة برمجة خلايا من جلد المريضة نفسها وتحويلها إلى خلايا جذعية متعددة-القدرة محفزة(iPS) ـــ متعددة-القدرة تعني أن لها القدرة على التحول إلى أي نسيج في الجسم. قامت الدكتورة بعد ذلك بإقناع هذه الخلايا بالتخلق لتعطي خلايا طلائيات الشبكية الصبغية لتنمو وتعطي صفيحة قابلة للزراعة.

 

بحسب ما أعلن معهد ريكين فإن المريضة لم تصادف أية مضاعفات تذكر بعد العملية الجراحية، وتعتبر هذه الخطوة دليل على شجاعة هذه المريضة لأنها خاطرت حتى يتم القيام بالعملية الجراحية عليها خاصة وأنه يتبعها عادةً مضاعفات علاجية وجراحية بالذات في تقنية غير مسبوقة كهذه.

 

وقد قام د.كوريموتو وهو أحد أحد أطباء العيون القائمين على العملية الجراحية بشكر عدة أشخاص من ضمنهم وأهمهم شينيا ياماناكا – باحث شهير في الخلايا الجذعية – وهو من اكتشف إمكانية تحويل الخلايا البالغة إلى خلايا جذعية متعددة -القدرات، وأخذ عليها جائزة نوبل للطب سنة 2012. أيضاً قام بشكر الباحث الذي انتحر مؤخراً (يوشيكي سوساي) من خلال رسالة موجزة أخبر فيها أنه لولا البحث الأخير الذي قام به سوساي والذي مهّد الطريق الى التقنية الحالية التي يمكن بها تخليق خلايا الشبكية من الخلايا الجذعية وبالتالي لولاه لما كان لهذا المشروع العلمي وجود.

 

وقد شرع طبيب العيون كوريموتو بعمل هذه العملية الجراحية والتي استغرقت ساعتين من العمل بعد أربع أيام فقط من صدور التصريح الرسمي من وزارة الصحة , وللحصول على هذا التصريح قامت الدكتورة تاكاهاشي ومعاونيها بإجراء دراسات على مجموعة من القردة و الفئران لضمان السلامة العلاجية , وقد وجد خلال دراسات السلامة هذه أن خلايا (iPS) لم يقم الجسد برفضها ولم يشكل نموها أي أورام.

 

أما بالنسبة للتحلل البعقي المرتبط بالتقدم في العمر فإنه ينتج من تهتك النسيج الطلائي للشبكية وهو طبقة من الخلايا الداعمة للمستقبلات الضوئية في العين الضرورية في الرؤية. في الحقيقة لايعتقد أن العملية الجراحية التي قام بها كوريموتو ستعيد الرؤية للمريضة, ولكن على أية حال سيقوم الباحثون من جميع أنحاء العالم بمراقبة هذه الخلايا لمعرفة إن كان يمكنها إيقاف أو إبطاء التغيرات المرضية التي تحدث لشبكية العين بدون أن تصدر أعراض جانبية كالرفض المناعي أو التطور السرطاني.

 

بهذه التجربة نكون قد حققنا خطوة أولية بالغة الأهمية نحو الطب التجديدي (Regenerative Medicine ) باستخدام خلايا (iPS)، وقد قالت تاكاهاشي في بيان لها: مع هذه الخطوة كنقطة بداية، أنا أرغب وبالتأكيد في جلب هذه التقنية إلى أكبر عدد ممكن من الناس.

 


Nature (المصدر الأصلي)

Comments are closed.