فوائد شرب الحليب للدماغ

ترجمة: موسى الشبيب.

وجد بحثٌ جديدٌ أقيم في المركز الصحي في جامعة كنساس علاقةً بين استهلاك الحليب ومستويات مضادات الأكسدة الطبيعية المدعوة بالقلوتاثايون في دماغ البالغين الكبار الأصحاء، وعمل الأستاذ المساعد في قسم الأعصاب في المركز الصحي في جامعة كنساس إن-يونغ شو مع الأستاذة المحاضرة ورئيسة قسم التغذية في المركز نفسه ديبرا سوليفان في مشروعٍ واحدٍ. ولقد نُشر البحث في الثالث من فبراير في 2013مـ في الدورية الأمريكية للتغذية الإكلينيكية، ويقترح البحث أن لشرب الحليب فوائد للجسم بطريقةٍ جديدةٍ.

يقول سوليفان:” لقد اعتقدنا جميعاً أن الحليب مفيد للعظام والعضلات، ولكن هذه الدراسة تعتقد أنه مفيد للعقل أيضا”، وقام فريق شو بسؤال المشاركين الستين في الدراسة عن نظامهم الغذائي في الأيام التي سبقت إجراء الأشعة على الدماغ، و التي تم فيها تقييم مستوى القلوتاثايون (مضاد أكسدة القوي) الموجود في الدماغ. وعندها وجد الباحثون أن نسبة القلوتاثايون في الدماغ كانت أعلى لدى الأشخاص الذين تناولوا الحليب مؤخراً.

وأشار شو إلى أهمية ذلك، لأن القلوتاثايون قد يساعد في إيقاف جهد الأكسدة والأضرار الناتجة عن التفاعلات الكيميائية في عمليات الأيض الطبيعية في الدماغ. ولا يخفى أن جهد الأكسدة يتعلق بعددٍ من الأمراض مثل الزهايمر ومرض الباركنسون وغيرها الكثير. وأوضح سوليفان بقوله: “بإمكاننا التفكير في هذه الأضرار ببساطة كأنها تجمع الصدى على السيارة، حيث يمكن لهذه التكتلات أن تسبب تأثيراتٍ ضارةٍ لو تركت لفترةٍ طويلةٍ”.

كما أضاف: “إن قليلاً من الأمريكيين يصلون إلى الكمية الموصى بها، وهي تناول ثلاثة تقديماتٍ من مشتقات الحليب يومياً”. ولقد أظهرت الدراسة الحديثة أن كلما اقترب البالغون من عدد التقديمات هذا كلما ارتفعت نسبة القلوتاثايون في الدماغ. ويقول شو: “لو أمكننا أن نجد طريقة لمحاربة هذا عبر أن نغير من أسلوب الحياة نفسه، مثل النظام الغذائي والرياضة، وسيكون لذلك أثرُ إيجابيٌ كبيرٌ على الدماغ”.

يقول محرر العدد نفسه للدورية الأمريكية للتغذية الإكلينيكية أن هذه الدراسة قدمت فوائد مثيرةً لشرب الحليب للبالغين، وأن هذه الدراسة ستكون نقطة انطلاقٍ لكثيرٍ من الدراسات في هذه المسألة، وصرح شو: “إن مضادات الأكسدة تعمل كجهازٍ دفاعي في جسمنا لمكافحة هذه الأضرار، وهناك العديد من العوامل التي تتحكم في مستويات مضادات الأكسدة مثل الأمراض وأسلوب الحياة.

استخدم الباحثون في هذه الدراسة معداتٍ عالية التقنية لدراسة المخ، والتي تتوفر في مركز هولاند لتصوير الدماغ، ويقول شو: “إن معداتنا تمكننا من فهم العمليات المعقدة المتعلقة بالصحة والمرض، ومكنتنا تقنية الرنين المغناطيسي المتطورة من الحصول على أفضل الصور لما يجري في الدماغ”. ويقول الباحثون أن الخطوة المنطقية التالية هي إقامة دراسةٍ عشوائيةٍ-متحكمٍ بها لتحديد التأثير الدقيق لاستهلاك الحليب على الدماغ.

 

المصدر:

The American Journal of Clinical Nutrition

المجلة الأمريكية للتغذية الإكلينيكية

Website Comments