لماذا تكره سماع صوتك عادةً؟

ترجمة: غالية الجبرتي.
مراجعة: فارس بوخمسين.

إذا كنت قد سمعت صوتك مسجلاً، فالأغلب أنك لن تحب ما قد سمعته، إذاً لماذا يكره أغلب الناس سماع أصواتهم؟ الإجابة كلها في كيفية انتقال الصوت لإذنك. فسواءً إن كنت قد سمعت نفسك تتحدث عبر الراديو أو أنك سمعت ثرثرتك العابرة في أحد المقاطع المسجلة لأصدقائك على الإنستقرام فقط، فعلى الأغلب أنك ستتعرف على صوتك وهناك احتمالٌ كبيرٌ بأنك ستكرهه. إن صوتك الذي تسمعه عندما تتحدث بصوتٍ عالٍ مختلفٌ تماماً عن الصوت الذي يدركه العالم من حولك، وذلك لأنه يصلك من خلال قناةٍ مختلفةٍ عن أيّ أحدٍ آخر. فعندما تصطدم موجات الصوت من العالم الخارجي مثل صوت شخصٍ ما مثلاً بالأذن الخارجية، يتم تصريفها مباشرةً خلال قناة الأذن لتصل إلى طبلة الأذن، لتنشئ اهتزازتٍ يترجمها المخ إلى صوت.

تهتز طبلة أذننا والأذن الداخلية بسبب موجات الصوت التي أصدرناها خارجاً في الهواء عندما نتكلم، ولكن يوجد مصدر آخر للاهتزازْ أيضاً، وهو الحركات التي ترجع إلى عملية إنتاج الصوت. فمجارينا الهوائية وحبالنا الصوتية تهتز أيضاً، فتقوم تلك الاهتزازات بشق طريقها إلى المعالجة السمعية أيضاً. يعتبر جسمك أفضل من الهواء في حمل النغمات المنخفضة والعميقة. وبالتالي، عندما يندمج مصدرا الصوت ليكوّنا صوتك، سيبدو منخفضاً أكثر وأعمق. وهذا الذي قد ينفرك عندما تسمع صوتك بدون كل اهتزازات الجسم، فقد يبدو غير مألوفٍ أو غير سارٍ بسبب صغره النسبي.

إن مسمع صوتك ليس المثال الوحيد حيث يصطدم الإدراك اليومي مع الحقيقة البشعة: أننا لا نشعر بالارتياح غالباً عندما نرى أجسامنا مثل ما يراها الآخرين أيضاً. كل ما عليك هو أن تفكر بها: من المحتمل جداً أن أغلب المرات التي تنظر فيها لنفسك ستكون عبر المرآة أو أيّ سطحٍ عاكسٍ آخر، ولكنها صور للمرآة، أيّ أن أجسامنا مقلوبةٌ. ولأن أغلب الوجوه غير متماثلةٍ إذا نظرنا من قريب على أية حال، فمن الممكن أن يخلق انقلاب الصورة تغييراتٍ صادمةً أو منفرةً. ولهذا قد تجفل أمام الصور التي تمثلك فعلاً بدلاً من صور المرآة.

صرحت رئيسة مركز إعلام علم النفس باميلا روتليدجي لمجلة الأتلانتيك: “نحن نرى أنفسنا في المرايا في كل الأوقات، عندما تنظف اسنانك أو تقوم بالحلاقة أو عند وضع مساحيق التجميل.” وأضافت: “يصبح النظر إلى نفسك في المرآة انطباعاً راسخاً، مما يجعلك تألفه. والألفة تولد الإعجاب. لقد أسست تفضيلاً لذلك المظهر لوجهك.” لذلك يجب ألا نتفاجئ باحتمالية إثارة أعصابنا قليلاً عند تذكيرنا بكون وجوهنا أو أصواتنا مختلفةٌ قليلاً عما نحسبه.

المصدر (washingtonpost)

باميلا روتليدجي: Pamela Rutledge
الأتلانتيك: Atlantic

السعودي العلمي

Comments are closed.