@LittleLujy
عندما يجتمع نجمين يافعين, يصبح من الصعب أو المستحيل التنبؤ بطبيعة علاقتهم. هل يجب على الزوجين الانهيار لكي تنجو العلاقة؟ أي شيء يقف في طريقهم سيكون في خطر نتيجة هذا الانهيار العنيف. بالطبع اذا كان في مقدورهم الاستقرار بإيقاع لائق, هذه النجوم قد تكبر مع بعضها في انسجام و ربما تساعد في تكون أو تشكل حياة جديدة
في الحقيقة, تشير برامج المحاكاة إلى أن النجوم الثنائية التي تدور حول بعضها البعض من الممكن أن تستضيف كواكب أكثر من النجوم المنفردة -مثل الشمس- , هذا إذا كانت علاقتهم تساعدهم على النضوج بشكل سريع. وهذا يبشر بفرص وجود الحياة في أماكن اخرى في المجرة, لأن النجوم الثنائية أكثر من النجوم المنفردة في مجرتنا
اعتقد علماء الفلك سابقاً أن قوى الجاذبية المعقدة حول النجوم الثنائية تحد من إمكانية وجود أو تكون كواكب حولها. تمكن تلسكوب كبلر الفضائي من رصد كواكب خارج مجموعتنا الشمسية تدور حول نجوم ثنائية بدلاً من نجوم منفردة, ولكن ما يزال يُعتقد أن مخلوقات قوية و قاسية فقط لا غير يمكنها العيش في مثل هذه الكواكب
تبدأ النجوم الشابة حياتها بمزاج متقلب نوعا ما, لذلك يُعتبر خبر سيء بالنسبة للكواكب القريبة. معدلات الدوران السريعة للنجوم تحفز من قوة المجال المغناطيسي, وتنتج عنها قذف لأشعة إكس, أشعة فوق بنفسجية قوية, و الرياح النجمية – عبارة عن جسيمات عالية الطاقة- . والتي قد تكون ضارة للحياة بحد ذاتها, و يمكنها أن تنزع الماء من أغلفة الكواكب القريبة
تُبطِّئ النجوم من سرعة دورانها بشكل طبيعي مع تقدمها في العمر, و تقلل من نشاطها مما يجعلها مكاناً قابلاً للسكن. لكن بول ماسون و زملائه في العمل من جامعة تكساس يعتقدوا بأن النجوم الثنائية قد تُبطئ من سرعتها في مرحلة باكرة من حياتها إذا تمت مزامنة النجوم في نظام ثنائي من البداية وخلال نفس فترة انتقالها في مداراتها (مدة 15 الى 30 يوم), وبالتالي يمكن تخفيض او التقليل من نشاط النجوم اليافعة في هذه الانظمة بهذه الطريقة
بمعنى آخر النجوم الثنائية الصغيرة التي تم مزامنتها منذ البداية قد تبدو كنجوم هادئة و كبيرة في العمر, علي الأقل من حيث الدوران (دورانها حول بعضها البعض) وبالتالي نشاطها المغناطيسي أقل. و قد أطلق الباحثين على هذا التأثير اسم
Rotational Aging
طبق فريق الباحثين فكرته في برامج محاكاة على ستة أنظمة من نجوم ثنائية معروفة تدول حولها كواكب و التي تم اكتشافها من قبل كبلر. أضاف ماسون ” بعض النجوم الثنائية لها عوامل سكن افضل من المجموعة الشمسية, في حين أن البعض الاخر لها عوامل أسوأ”
من ضمن الأنظمة المعروفة, كيبلر-47 و كيبلر-64 يبدو أنهم متزامِنَين (محبوسين من قبل جاذبيتهم), و بذلك يوفروا بيئة قابلة للسكن للكواكب. أفضلهم إلى الآن هو نظام كيبلر-34 مكون من نجمين شبيهين بالشمس و متزامنين و من الممكن أن يستضيف كواكب قابلة للحياة. أنظمة مثل كيبلر-34 تحتوي على منطقة قابلة للحياة أعرض بكثير من منطقة مجموعتنا الشمسية, و من المحتمل أن تحوي على كواكب مشابه للأرض و كواكب مائية مليئة بالمحيطات
يقول ديفيد أرمسترونج من جامعة وارويك في بريطانيا “في حين أن هذا يشير إلى أن النجوم الثنائية قد تستضيف عوالم أكثر قابلة للحياة, مالا نعرفه حتى الآن هو مدى سهولة تشكل كواكب تشبه الأرض حول نجوم ثنائية في المقام الأول” . ومع ذلك، يمكن أن تعني هذه النتائج أن هناك احتمال وجود الملايين من الكواكب الصالحة للحياة أكثر مما كنا نظن
ولكن أنظمة مثل كيبلر-16 والتي تدور بشكل قريب جداً حول بعضها لن تُبطئ من سرعتها عند تزامنهم. نجوم مثل كيبلر-16 تبقى الى الابد صغيرة في السن مع مجال مغناطيسي قوي جدا
________________________________________________________________