اكتشاف طريقة جديدة يتحكم فيها الدماغ بضغط الدم لم تكن معروفة من قبل !!

ترجمة: فاطمة الرحيمي

قدمت كلية الطب في جامعة ميريلاند (UM SOM) ومعهد القلب بأوتاوا كندا بحثاً جديداً يكشف عن مسار في الدماغ  يستخدم مادة كيميائية – سترويد (Steroid) – غير اعتيادية  للتحكم بضغط الدم. واقترحت الدراسة التي نشرت في دورية PLOS One أساليب جديدة لعلاج ارتفاع ضغط الدم العالي و فشل القلب.

يقول د. جون هاملين – وهو أستاذ علم وظائف الأعضاء في كلية الطب في جامعة ميريلاند وكذلك أحد القائمين على الدراسة -: “هذا البحث يعطينا طريقة جديدة لفهم كيفية عمل الدماغ وجهاز القلب الوعائي مع بعضهم البعض. إن هذا البحث يفتح لنا طريقة جديدة ومثيرة لطرق علاجية مبتكرة يمكن أن تساعد المرضى”.

على مدى عقود يعرف الباحثون أن الدماغ يتحكم  في قطر الشرايين الطرفية عن طريق الجهاز العصبي. تنطلق النبضات الكهربائية من الدماغ الى الشرايين عن طريق الشبكة العصبية المعروفة باسم الجهاز العصبي الودي (Sympathetic nervous system) وهذه العملية ضرورية للحياة اليومية , ولكن في بعض الاحيان  يكون هناك ارتفاع  مفرط  ومزمن بسبب ارتفاع  ضغط الدم وفشل القلب.  في الواقع هناك العديد من الأدوية التي تعطى لمرضى ارتفاع  ضغط الدم و فشل القلب تعمل على تقليل وخفض النشاط الحاد والمزمن في الجهاز العصبي الودي. هذه الادوية غالباً ما يكون لها آثار جانبية خطيرة مثل: التعب والدوخة وعدم القدرة على الانتصاب. يقول الدكتور فرانز لينين – المؤلف الرئيسي للدراسة -: “أدت هذه المشاكل للبحث عن طرق جديدة لتثبيط الجهاز العصبي الودي وتقليل الأضرار الجانبية الناتجة لمرضى ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب”.

عمل الدكتور هاملين ولينين وكذلك الدكتور مورديكاي بلوستين – أستاذ علم وظائف الأعضاء والطب في كلية الطب في جامعة ميريلاند والشريك في البحث – على حيوانات بها مرض ارتفاع ضغط الدم ووجدوا صلة جديدة بين الدماغ وزيادة ارتفاع ضغط الدم  يتمثل في ستيرويد غير معروف تماماً يدعى Ouabain أو “وابين” الذي اكتشف في الدم البشري منذ أكثر من 20 عاماً بواسطة الدكتور هاملين والدكتور بلوستين، جنباً إلى جنب مع علماء في شركة أبجون (Upjohn). هذه الدراسة الجديدة هي الأولى من نوعها التي تحدد مسار معين في الدماغ يربطه مع تأثير مادة وابين على البروتينات التي تنظم الكالسيوم الشرياني والإنقباض. من خلال هذه الآلية، مادة وابين تجعل الشرايين أكثر حساسية لمحفزات الجهاز العصبي الودي, نتيجة لذلك يتعزز انقباض الشريان مما ينمي ارتفاع ضغط الدم المزمن.

ويقول الدكتور بلوستين: “الآن نستطيع فهم دور مادة وابين, و يمكننا أن نبدأ العمل على كيفية تعديل هذا المسار الجديد لمساعدة المرضى الذين يعانون من مشاكل القلب والأوعية الدموية”. وأضاف أن  الأدوية التي تمنع تأثير مادة وابين تؤدي الى تحسن حياة المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم وفشل القلب.

كما وجد الباحثون التي تتضمنهم  الدكتورة فيرا غولوفينا – أستاذة مساعدة في علم وظائف الاعضاء في نفس الجامعة – بالإضافة الى الدكتور بينغ وانغ – وهو باحث مشارك في معهد القلب بأوتاوا- دليلاً جديداً أن مادة وابين يتم تصنيعها في أجسام الثدييات، مما يطرح سؤالاً غير مجاب عن كيفية ذلك. وذكر كل من عميد كلية الطب ونائب الرئيس للشؤون الطبية في الجامعة أن هذا الاكتشاف يؤكد على الأهمية الحاسمة للبحوث الأساسية في كلية الطب. وقد قضى هؤلاء العلماء سنوات لحل لغز الأدوار العديدة المحتملة لمادة وابين وكيف تعمل، والآن بدأنا نرى ثمار عملهم.

 


University of Maryland (المصدر الأصلي)

PLoS ONE

Comments are closed.