العلماء ينجحون في تحويل روث البقر إلى ماءٍ نظيفِ

كتابة: منتظر الشبيب.
مراجعة: عبد الحميد شكري.

يعاني العالم اليوم من شح المياه الصالحة للشرب وخصوصاً في الدول النامية، وهذه المشكلة قد تتفاقم سوءاً في المستقبل للأسف، فمعظم المياه على سطح الأرض إما مالحةٌ أو غير صالحةٍ للاستخدام. وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة المياه النظيفة ضئيلةٌ جداً، وهي لا تتجاوز 2.5% من مجموع مياه الكرة الأرضية.

أحد الأسباب المساهمة في ندرة المياه هو الاستهلاك المفرط، وكذلك تلوث أو عدم صلاحية استخدام مصادر المياه المتوفرة. فالإحصائيات تُشير إلى أن 1.8 مليار إنسانٍ يشربون ماءً ملوثاً، وأن 783 مليوناً لا يتوفر لهم الوصول للمياه النظيفة أساساً، كما أن العالم يفقد سنوياً 1,4 مليون شخصٍ بسبب المياه الملوثة. ويُعد القطاع الزراعيّ أحد أكثر الصناعات استخداماً للمياه، وذلك من أجل الري وسد احتياجات المواشي من الأغنام والبقر، حيث تذكر تقارير الأمم المتحدة أن قرابة 70% من الماء يُستهلك عالمياً لتلبية الاحتياجات الزراعية.

لهذا توجب إيجاد طرقٍ اقتصاديةٍ وذات كفاءةٍ لتقليل كمية المياه المهدرة، أو على الأقل معالجة المياه الملوثة منها وإعادة استخدامها مرة أخرى. ومن هذه الجهود ما قام به علماء جامعة ولاية ميشيغان في أمريكا قبل أكثر من عشر سنواتٍ، حيث طوروا تقنيةً قادرةً على تحويل روث البقر إلى ماءٍ نظيفٍ، بالإضافة إلى استخراج السماد كموادٍ مغذيةٍ. ولقد أثبتت هذه التقنية نجاحها، وتُسوقها اليوم شركة ماك كليناهن لفصل المغذيات.

تتضمن العملية وحدة تحليلٍ لا هوائيٍّ مُدمجةً بنظام ترشيحٍ فائقٍ، ويتبعهما عمليتي إزالة كبريتات الأمونيوم بمساعدة الهواء والتناضح العكسيّ، وتستخرج هذه التقنية طاقةً ومواداً كيميائية من الروث لتنتج ماءً نظيفاً لسقي الثروة الحيوانية بجانب السماد. إذ يستطيع هذا النظام تحويل 100 جالونٍ من الروث إلى 50 جالونٍ من الماء، وقد تزيد إلى 65 جالونٍ من الماء بعد التطوير.

عملية تحويل روث البقر إلى ماءٍ نظيفٍ.
يُنتج روث البقر كمياتٍ كبيرةً من غاز الميثان المُؤثر سلباً على كوكبنا بالاحتباس الحراري، ولكن هذه التقنية قد تضع حداً لهذه المشكلة، كما أن ظاهرة الجفاف في البلدان التي تُعاني من قلة المياه قد تتلاشى بفضل هذه التقنية. وبجانب إنتاجه للماء النظيف وتقليل استنزاف المياه في مجال الزراعة، سيحمي هذا النظام البيئة من مخاطر عدة كتسممٍ إمدادات المياه، نمو الطحالب في شبكات المياه، وتلوث الهواء التي قد ينتج من سوء إدارة الروث لما يحويه من كميات كبيرة من الكربون ومُسببات المرض.

Michigan State University (جامعة ولاية ميشيغان)
McLanahan Company (شركة ماك كليناهن)
anaerobic digester (تحليلٍ لا هوائي)
ultrafiltration (ترشيحٍ فائق)
Ammonium sulfate (كبريتات الأمونيوم)
reverse osmosis (التناضح العكسي)

المصادر:

السعودي العلمي

Comments are closed.