هل يزيدنا الجوع إحساناً وعطفاً تجاه الآخرين؟

 

محمد الجغيمان
@M14AMJ

الجوع يخلق جو من العاطفة لدى الناس، هذا مؤكد. بعض الناس يشعرون بالجوع عندما تنخفض مستويات السكر في الدم فيبدؤون بالاضطراب. بينما آخرون يزيد عندهم الطمع

دراسة جديدة تتصور أنه لدى الإنسان استجابة فطرية أخرى، وهي الرغبة في تشجيع الآخرين لمشاركة ما لديهم

باحثان من جامعة أرهيز في الدنمارك، آروو وبيترسون، أرادا اكتشاف مدى تطور حماس الناس لمشاركة طعامهم، أما أساسهم فقد قام على أن البشر في الماضي وقبل توفر الإمدادات الغذائية، وحيث أن الإنسان كان يعيش في مجتمعات صغيرة، كثيرا ما كان يطلب تبادل الطعام في حالات الجوع المؤقته. وقد توقع الباحثان أيضا أن الدوافع البيولوجية – مثل الجوع- قد تأثر على آرائنا السياسية

في دراسة نشرت في مجلة العلوم النفسية، تم اختبار تلك الأفكار، عن طريق تجربة على 104 طالبا جامعيا في جامعات الدنمارك. التجربة بدأت عند منع الطلاب من الأكل أو الشرب لمدة 4 ساعات، بعد ذلك تم تقديم مشروبات غازية للطلاب، نصف الطلاب قدُمت لهم المشروبات المشبعه بالكربوهيدرات في حين حصل النصف الآخر على مشروبات بها تحلية صناعية. ومن ثم تم توجيه 6 أسئلة لكل طالب حول الرعاية الاجتماعية. النتائج أظهرت أن الطلاب الذين حصلوا على مشروبات غازية بها تحلية صناعية – بالتالي انخفاض في مستوى السكر في الدم، مما يعني مزيد من الجوع- قد أعربوا عن تأييد أكبر لمزيد من الرعاية الاجتماعية، على عكس زملائهم

ولكن عندما تم تقديم المال للجوعى ظهر بشكل واضح أنهم لم يشاركوا زملائهم، وخلص الباحثان على أن الجوع يزيد من تأييد الناس لمزيد من الرعاية الاجتماعية، ولكنه لا يدفعهم بالضرورة بالقيام بإجراءات ملموسة

وكما ذكر الباحثان أنه وفي الوقت الحالي هنالك تركيز كبير على الأشكال التقليدية من العقلانية وبالذات الإقتصادية منها، ولكن نتائج الدراسة هذه تولد طريقة جديدة في فهم كيفية تأثير العوامل البيولوجية في آرائنا

ومع كل ذلك إلا أنه يبقى الكثير لمعرفته عن كيفية تأثير الجوع في عواطفنا وآرائنا وقراراتنا وأفعالنا

بالتأكيد أن هذا هو حقل جديد في مجال علم النفس التطوري -حيث ساعد هذان الباحثان في تمهيده- لكن بقي الكثير لنتعلمه عن كيفية تأثير الجوع على عواطفنا وأفعالنا

المقال الأصلي من إليزا باركلاي

The Journal of Psychological Science


Comments are closed.