السعودي العلمي في هاكاثون الآلات الرقمية

كتابة: فريق التحرير بجموعة السعودي العلمي.

لا يخفى على أحدٍ أن المملكة العربية السعودية تتجه بكامل ثقلها نحو تنويع اقتصادها ضمن رؤية 2030، ومما لا شك فيه أيضاً هو أن القطاع الرقمي سيكون صاحب نصيب الأسد من جهود التطوير والاستثمارات القادمة، حيث يشكل سوق المملكة أرضاً خصبةً لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة لعدة عوامل، منها تقدم البنى التحتية لقطاع الاتصالات على المستوى الإقليمي، بالإضافة إلى فتوته التي تعطيه قدرةً على التكيف السريع ومواكبة التقنيات الحديثة، ويأتي على رأس القائمة أهم عاملٍ لتطور ونهضة أي أمةٍ وهو حجم رأس المال البشري. ومن منطلق إيمان وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بأهمية رأس المال البشري، نظمت الوزارة بالتعاون مع شركائها هاكاثون الآلات الرقمية في العاصمة الرياض بين يومي 21 – 24 من شهر مارس الجاري.

أقيم الهاكاثون في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وأشرف على تنظيمه وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالشراكة مع هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، شركة جنيرال إلكتريك، وشركة العبيكان للحلول التعليمية، وبتنفيذٍ من شركة هوبي ديستريك. وشارك فيه 248 شخصٍ من حول مدن المملكة وتنافسوا في 50 فريقاً للوصول لحلولٍ لمشاكل تواجه قطاعات الصحة، التعليم، والطاقة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، سعياً للفوز بجائزةٍ نقديةٍ، فرصةٍ للاحتضان لدى هيئة المنشآت، وفرصٍ تدريبيةٍ على رأس العمل. ويهدف الهاكاثون إلى تدريب الشباب والشابات في تقنيات المستقبل ومساعدتهم في التعلم على حل المشاكل الواقعية، ما سيبني بيئةً رقميةً تستقطب وتنمي العقول والمهارات الرقمية، ويزيد من فرص العمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

الهاكاثون هو فعاليةٌ تنافسيةٌ يشارك فيها المبرمجون ومطوري البرمجيات وغيرهم في تصميم تطبيقاتٍ وبرمجياتٍ جاهزةٍ للاستخدام في فترةٍ محدودة، وتقيمها الجهات الراعية للتقنية وريادة الأعمال. ولقد ركز هذا الهاكاثون على ثلاثة تحدياتٍ رئيسيةٍ بالتحديد وهي:

  1. الماء: تحليل بيانات استهلاك الماء السابقة للتنبؤ بأنماط وسلوكيات الاستهلاك المستقبلية، وربطها بمنظومة متكاملة تسمح بترشيد الماء.
  2. الصحة: استخدام معلومات المرضى الطبية من المستشفيات لبناء نظام سجلاتٍ طبيةٍ موحدٍ لجميع مستشفيات المملكة.
  3. الطاقة: استخدام بيانات مزرعة مراوح توليد الكهرباء وإعطاء حلولٍ إبداعيةٍ لتقليل الفائض والتكاليف وزيادة العوائد.

أمضى المشاركون أول يومين من الفعالية في التدرب على ثلاثة منصاتٍ تتيح استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، وهي بريدكس، كلاود فاوندري، وبوستقري إس كيو إل. وكان معظم التركيز منصباً على منصة بريدكس المقدمة من شركة جنرال إلكتريك بالخصوص، حيث تتيح هذه المنصة للمستخدم الوصول البيانات وتحليلها واستخدامها في التطبيقات على نفس المنصة، وتتميز بجمعها لتقنية العمليات وتقنية المعلومات، بالإضافة إلى احتوائها على لوازم إنترنت الأشياء وتوفير كافة القدرات التي تتطلبها التطبيقات الصناعية كالأمن السيبراني، الربط بين أطراف الشبكة، التحليلات والتعلم الآلي، معالجة البيانات الكبيرة، والتواؤم الرقمي المرتكز على الأصول، وتتميز بقدرتها على بناء التطبيقات بناءً على البيانات القادمة من المصنع والآلات مباشرةً.

بعد انقضاء يومي التدريب، انطلق المشاركون لتشكيل فرقٍ تركز على أحد التحديات المطروحة، وتم إمهالهم 24 ساعةً بالضبط لبرمجة الحلول وتقديمها أمام لجنة تحكيمٍ من نخبة خبراء المملكة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجة. وفي نهاية اليوم الأخير، أُعلِن عن الفائزين بحضور وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور عبدالله السواحه، ووكيل الوزارة الدكتور أحمد الثنيان، ومعالي محافظ هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة المهندس صالح الرشيدي، والقادة التنفيذيين لشركة العبيكان للحلول التعليمية وشركة جنرال إلكتريك. ولقد أعرب الحضور عن انبهارهم بمستوى الابتكار والابداع الذي توصلت له الفرق المميزة والحلول المتقدمة التي توصلوا لها. ويسرنا أن نقدم لكم نبذة عن الفرق الفائزة وأفكارهم الإبداعية.

  • الفائز بالمركز الأول في تحدي الطاقة: دجي ترانس.
    توصل الفريق لعدة حلولٍ مبتكرةٍ للتغلب على التحدي المطروح، حيث استخدموا منصة بريدكس لتصميم لوحة قيادةٍ تسمح للمستخدم بالتحكم بمستويات إنتاج الكهرباء في أجزاء منظومة مزيج الطاقة (مثل مراوح توليد الكهرباء، محطات الطاقة الشمسية، ومحطات حرق الغاز والبترول)، ما سيمكن من حفظ مصادر الطاقة الاستهلاكية وتحقيق الفائدة الأعلى من مصادر الطاقة المتجددة. كما تمكن الفريق من تحليل بيانات الطقس وسرعة واتجاه الرياح للتنبؤ بكميات الإنتاج المستقبلية، وحدد أفضل المناطق في المملكة لتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح والعوامل البيئية فيها المؤثرة على عملية التوليد، وتوصل أيضاً لتفعيل مبدأ الصيانة التنبئية وتوفير تقارير مصورة فورية لجميع محطات الإنتاج.
  • الفائز بالمركز الثاني في تحدي الطاقة: فريق جامعة الأمير سطام.
    استخدم الفريق منصة بريدكس لبناء خوارزميات تستطيع التنبؤ بمعدلات الاستهلاك المستقبلية بناء على معدلات الاستهلاك السابقة، وإنشاء قناة تواصل مباشرةٍ بين أصحاب المصانع ومستهلكي الكهرباء ومنتجيها، ما يعطي الفرصة لتنسيق مستويات الاستهلاك مبكراً دون الاخلال بالشبكة ووضعها تحت ضغط التذبذبات الشديدة. كما صمم الفريق حلاً يعتمد على جمع البيانات عن حالة التوربين الداخلية (مثل سرعة التوربين، عدد لفات المراوح في الدقيقة، الاهتزازات داخل التوربين، درجة الحرارة الأجزاء الميكانيكية، وغيرها)، ومن ثم استخدامها للتنبؤ بأي أعطالٍ مستقبلية، ما يسمح بإجراء الصيانة التنبئية.
  • الفائز بالمركز الأول في تحدي الصحة: ديجيتال تيم.
    قام الفريق باستخدام منصة بريدكس لبناء قاعدة بياناتٍ مركزيةٍ تجمع كامل بيانات المرضى من كلّ المستشفيات في المملكة العربية السعودية، كبيانات الزيارات، الفحوصات، التشخيص المرضي، الأدوية المستخدمة، الحساسية، وغيرها، ما سيوفر الكثير من المعلومات المهمة للأطباء المعالجين وسيمنع تكرر الفحوصات وإهدار الموارد والوقت.
  • الفائز بالمركز الثاني في تحدي الصحة: دي كودرز.
    صمم الفريق حلاً باستخدام منصة بريدكس يعتمد على جمع قواعد البيانات الطرفية من المستشفيات في قاعدة بيانات موحدةٍ، ما سيحفظ بيانات المرضى من الضياع أثناء عملية النقل، وعملوا أيضاً على توفير لوحة قيادةٍ مخصصةٍ لوزارة الصحة وصناع القرار، والتي ستقوم بعرض جودة الخدمات الصحية المقدمة من كل مستشفى والحالة الصحية لعموم السكان.
  • الفائز بالمركز الأول في تحدي المياه: لامدا.
    قام فريق لامدا بتركيز جهوده على تحسين فعالية استخدام الكهرباء المستهلكة لتحلية المياه، حيث بنوا منصةً تتنبأ بمستويات الاستهلاك المستقبلية وتربطها مباشرةً بعملية الإنتاج في محطات تحلية المياه، وصمموا أيضاً لوحة قيادةٍ تستعرض تقارير كاملةٍ عن الطاقة الاستيعابية لمحطات التحلية ومستويات المياه الجوفية المتوفرة في الابار.
  • الفائز بالمركز الثاني في تحدي المياه: ستار فورس.
    صمم الفريق منصة باستخدام البريدكس مربوطةً بإنترنت الأشياء لمراقبة مستويات المياه في خزانات المياه وأنابيب النقل، ما يسمح بتحليل بيانتها والتنبؤ بالأعطال ومستويات الاستهلاك المستقبلية، وتحلل بيانات الاستهلاك بحسب القطاع التجاري، الصناعي، أو السكاني.

على هامش فعاليات الهاكاثون، قال سعادة وكيل الوزارة لصناعة التكنولوجيا والقدرات الرقمية الدكتور أحمد الثنيان: ” بالشراكة مع منشآت والقطاع الخاص، نهدف لتعزيز ثقافة ريادة الاعمال والابتكار في القطاع وان تكون المملكة الوجهة الإقليمية المفضلة للشركات الناشئة والمبتكرين”. وقال المدير العالم للشركة المنظمة هوبي ديستريكت وهو المهندس فوزي مدور: “لقد تمكن الشباب السعودي من إثبات أنهم قادرين على الإتيان بحلول إبداعية فعالة، وأنا أؤمن أنه خلال الخمس سنوات القادمة أن المملكة العربية السعودية سوف تصبح رائدة في مجال التكنولوجيا دوليًا ومحلياً”.

السعودي العلمي

Comments are closed.