إحدى مركبات الصابون يسبب السرطان وتليف الكبد

ترجمة: رائد النجار.

مراجعة: فارس بوخمسين

 

أعلن علماء من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو بالولايات المتحدة في دراسة حديثة، بأن مركباً شائع الاستعمال في صناعة الصابون يشكل خطراً على الصحة العامة، وصرحوا أن مركب التريكلوسان هو عامل مسبب للسرطان وتليف الكبد. ومن المؤكد أنه من المستبعد أن يؤدي التعرض على المدى القصير لهذا المركب إلى لمشاكل صحية. ولكن المهم هو أنه في هذا العصر، يستخدم اغلب البشر الصابون لغسل أيديهم وأجزاء أخرى من أجسامهم بشكلٍ أساسيٍ يومي.

وبالإضافة لهذا، فإن التريكلوسان يتواجد في الشامبو ومعاجين الأسنان، وهي رائجة في هذه الأيام أيضاً. ولهذا فإنه من غير المفاجئ أن يكون باحثو جامعة كاليفورنيا قلقين قليلاً من نتائج بحثهم.

هل ضرر التريكلوسان أكثر من فائدته؟

فحسب ما نشرته دورية الاكاديمية الوطنية للعلوم، يقول الباحثون المسؤولون عن التحقيق أن مركب التريكلوسان واسمه العلمي 5 كلورو – 2 –(2-4 ثنائي كلورو فيونكسي ) الفينول، هو مركب يضاف للصابون، الشامبو، معاجين الأسنان وما يشابهها لخصائصه المضادة للميكروبات.

وهكذا، فان هذا المركب يقوم بإبعاد العوامل البكتيرية الممرضة. ومع ذلك، فكما ذكر سابقاً، وجد العلماء من جامعة كاليفورنيا بسان دييغو دليلاً يؤكد بان التعرض طويل الأمد لهذا المركب يمكن ان يؤدي لنشوء تليف كبدي أو السرطان.

ولدراسة كيفية تأثير التركلوسان على الحالة الصحية للإنسان بشكل خاص، قام العلماء بإجراء سلسلة تجارب على الفئران، حيث تم تعريضها لهذا المركب لفترة ستة أشهر، مما يعادل 18 عام من عمر الإنسان على حد زعمهم.

وبعدها تم تعريض الفئران لمجموعة من المركبات الكيميائية التي صممت بشكل خاص لإحداث أورام في الكبد، فلوحظ ان الفئران التي تعرضت لمركب التريكلوسان من قبل تكون أكثر عرضة للإصابة. بالمختصر، كان تطور الأنسجة الغير طبيعية أسرع وكانت أحجامها أكبر.

ويقول علماء جامعة كاليفورنيا بسان دييغو أن التريكلوسان يشجع على تشكل هذه الأورام عن طريق تصعيب اخراج المركبات الضارة من أجسام الحيوانات، وتمهد الطريق لبداية التليف الكبدي.

ان رؤية الآلية الجزيئية التي تحولت إلى التليف الكبدي ونمو الأورام عند القوارض مشابهة لما عند البشر. والباحثون لا يسعهم إلا أن يتساءلوا، هل مضار إضافة التريكلوسان للشامبو ومعاجين الأسنان أكثر من منافعه.

وقال الدكتور روبرت توكي: ” إن زيادة اكتشاف للتريكلوسان في العينات البيئية واستخدامه الواسع في المنتجات الاستهلاكية قد يغلب منافعه المعتدلة، وقد يشكل خطراً حقيقياً لتسمم الكبد للبشر كما حصل للفئران، خاصة عندما يتم جمع هذا المركب مع مركبات أخرى لها نفس الخاصية.”

وبعد اكتشاف أن التعرض الطويل المدى لهذا المركب يمكن أن يسبب عدة مضاعفات صحية، نصح المختصون بأن بدل نزع هذا المركب بالكلية، يجب تركيز الجهود على إزالة المركب من منتجات منزلية محددة.

وقال عالم بروس هاموك شارحاً: “يمكن أن نقلل من التعرض الإنساني والبيئي لهذا المركب عبر التوقف عن استخدامه بنسب عالية ولكن بفائدة قليلة، مثل اضافته لصابون اليدين السائل، ويمكن الحفاظ على الاستخدامات التي أظهرت أن لها فائدة صحية، مثل معاجين الأسنان التي يتواجد بها بنسبة منخفضة “

ومن المثير للاهتمام ذكر أن إدارة الدواء والغذاء الأمريكية تقوم منذ فترة بالتحقيق في التريكلوسان. وبالخصوص، فإن بعض الخبراء يتعاونون مع الإدارة للتحقيق في امكانية أن يؤدي هذا المركب إلى اختلال التوازن الهرموني وتأثيره على انقباض العضلات.

 

سوفت بيديا (المصدر)

السعودي العلمي

Comments are closed.