دراسة جديدة تؤكد أن المذنبات تصنع مركبات عضوية بداخلها !!

ترجمة: بدور العتيبي
الفضل يعود لمرصد أتاكاما المليمتري/والتحت المليمتري الكبير -والمعروف أيضاً بمرصد ألما ALMA- لتزويده العلماء بصورة مفصلة بشكل مدهش لتوزيع الجزيئات التي تقع داخل الأجواء الغائمة لمذنبين يجوبان الفضاء. بعد إنشاء صور ثلاثية الأبعاد (3D) مثيرة من المشاهدات, تمكن العلماء من إكتشاف أدلة مهمة عن كيف وأين تشكل المذنبات جزيئات جديدة، ومن المؤمل بأن تزودنا هذه المعلومات برؤى جديدة فيما يتعلق بولادة كوكبنا.
المذنبات, او كرات الثلج الملوثة كما يشار اليها في معظم الاحيان, هي أجسام جليدية مكونة من غاز متجمد وصخر وغبار. كل المذنبات تملك منطقة صغيره مجمدة تسمى النواة الذي قد يصل قطرها الى بعض الكيلومترات احياناً. وعندما يقترب من الشمس يبدأ بالتسخين ويشكل محيط جوي مشابه للأشباح يسمى بذؤابة المذنب (Coma). ومعروف بأن هذه الكرات الثلجية بقايا من ولادة نظامنا الشمسي منذ حوالي 4.6 مليار سنة وبالتالي فإن معرفة تركيبهم الكيميائي قد يوفر لنا أدلة عن كيفية تشكلها.
ولمعرفة المزيد عن توزع وتشكل المواد الكيميائية في ذؤابة المذنب المتنوعة, ركز فريق عالمي من الباحثين على مذنبين : آيزون (ISON) و ليمون (Lemmon). تم مراقبة آيزون لثلاثة أيام عندما كان على بعد 75 مليون كم من الشمس, وتمت متابعة ليمون عندما كان يبعد 224 مليون كم عن الشمس لمدة يومين. مكنت دقة الصور الرائعة التي التقطها مرصد ألما الباحثين من تعقب محتوى المذنب عند كل ساعة.
لإنتاج صور ثلاثية أبعاد من المشاهدات, دمج العلماء صور ثنائية أبعاد عالية الدقة مع طيف عالي الوضوح لثلاث جزيئات: سيانيد الهيدروجين (HCN), إيزوسيانيد الهيدروجين (HNC), والفورمالديهيد (H2CO)، وهذا مكنهم من تحديد مكان تلك الجزيئات وسرعتها,  مما زودهم بمعلومات عن أعماق المحيط الجوي.
في هذا الفيديو تجدون الخريطة الثلاثية الأبعاد لسيانيد الهيدروجين بداخل المذنب ليمون.

اكتشف الفريق بأن سيانيد الهيدروجين تكوّن من النواة بتدفق كروي منتظم, بينما توزع إيزوسيانيد الهيدروجين بطريقة ملتفة غير متناسقة. وتشير النتائج أيضاً إلى أن الفورمالديهيد وإيزوسيانيد الهيدروجين تولدوا من ذؤابة المذنب من مكونات سابقة مجهولة.
هذه النتائج مهمة لأن التلسكوبات الأرضية تكافح من أجل الحصول على تفاصيل كافية للجزيئات من داخل ذؤابة المذنب عندما لايتوفر بكثرة, كما هو الحال مع آيزون وليمون.
 
أيضاً, اهتمت الدراسات السابقة بالمذنبات الأكثر إشعاعاً فقط مثل هالي-بوب (Hale-Bopp), بينما هذه النتائج تثبت إمكانية استخدام مرصد ألما لدراسة المذنبات الباهتة و ربما البعيدة أيضاً، وأشارت دراسة أخرى إلى تمكن الباحثين من تحديد جزيئات أكثر تعقيداً لطالما تفادت الاكتشاف قبل الآن.
أماكن تقريبية للمذنب ليمون (يمين) و ايزون (يسار) في نظامنا الشمسي حين تم رصدهم.

IFLScience (المصدر الأصلي)

The Astrophysical Journal Letters

Comments are closed.