كارل ساغان: عيد ميلاد سعيد

اعداد وترجمة: Logos Wom – Lina Wom

 

نحن طريقة الكون لمعرفة ذاته

كارل ساغان

 

إنها حقا أمر مهيب، أن نتخيل حقيقة وجودنا و موقعنا من الكون نحن- كجنس بشر, فنحن لن نستمر إلا لفترة بالغة في القصر بالنسبة لعمر الكون، ولا نحتل سوى مساحة متناهية الصغر بالنسبة للفضاء الشاسع، و لكننا مميزون.. لأننا و بشكل معجز قادرون على فهم الكون.

 لا يجب أن يولى العلماء مهمة وصف هيبة و روعة الكون بل كان يجب أن تسلم المهمة للشعراء… و لكن كارل ساغان عالم من نوع آخر

فلو قدر للكون أن يختار شاعراً او رسولاً يتحدث باسمه فمن المؤكد أنه كان ليختار العالم “كارل ساجان”..

كان عقله هو التلسكوب الذي سافر به إلى كل جزء في هذا الكون ووصف لنا ماشاهده دون حتى أن يفتح عينيه..

إنه العالم الذي لا تستطيع الا الانبهار من أسلوبه المبسط ولا تسطيع معه الا أن تقع في هوى العلم وحبه ..

إننا هنا لا نتحدث عن عالم وحسب.. بل نحن نتحدث عن ذلك الإنسان الشغوف بالعلم والمعرفة.. ذلك الإنسان الذي حاول قدر المستطاع أن يجعل العلم هو الهواء الذي نتنفسه.. نعم انه كارل ساجان.

ولد العالم كارل إدوارد ساغان في نيويورك التاسع من شهر نوفمبر من العام 1934 “اليوم الذي سيذكر إلى مالانهاية”،عندما كان في الرابعة اصطحبه والده لمعرض نيويروك الدولي ، مما غير كارل ساجان الى الأبد وأصبح الفضاء هو طموحه ، ساعد تشجيع والديه له على اهتمامه المتزايد بالعلوم .

درس الفيزياء في جامعة شيكاغو من العام 1960 وحاز على لقب دكتور في علم الفلك والفيزياء الفلكية، كان ساجان محاضر وباحث في جامعة هارفارد حتى 1968، ثم التحق بجامعة كورنيل في إيثاكا، حيث أصبح أستاذا في عام 1971.

كانت أولى أعماله، وهو لازال طالب، العمل في مختبر ميولر للتحقيق في نشأة الحياة. اشتغل أيام عطلته في دراساته العليا بالعمل مع فريق من العلماء حول أصل الحياة و نشأتها حتى أصبح زميل ميولر بين عام 1960 و 1968 في جامعة كاليفورنيا-بيركلي. كان استاذا في الدراسات الكوكبية، و عمل مع ناسا و البرنامج الفضائي منذ بدايته. حيث كان مستشارا لناسا بعد حصوله على الدكتوراة، و كانت أحد مهامه تدريب رواد الفضاء الذاهبين للقمر. و ساهم بالكثير من المشاريع الروبوتية الفضائية. كان ساغان هو صاحب فكرة ارسال رسالة للحضارات الفضائية، و التي حملت على متن بايونيير 10 و 11 و التي تظهر الرسالة التي اقترحها في الصورة.
72418main_plaque

 

لا تكفينا سطور ولا صفحات لوصف أعمال و انجازات هذا الفلكي العظيم العلمية حيث قام بنشر ما يقارب ال600 ورقة علمية في العديد من المجلات العلمية المرموقة. منها حول وجود حياة خارج الأرض، و بعض القياسات و الدراسات الكوكبية. كان ساغان شغوفا بايصال العلوم للعامة، له مؤلفات و فيديوهات لا تخفى على أحد أكثرها شهرة كتاب ” الكون” الكتاب العميق الذي يشعرنا بمكاننا الئيل من الكون و تميزنا بالرغم من ذلك، تناول أيضا نشأة الحياة و لخص الكون في صفحات تأخذنا بعيدا إلى أقاصيه دون مغادرة أماكننا. كان شديد التوق لمعرفة إن كنا وحديدين في الكون كما نرى في روايته ” الإتصال ” CONTACT  والتي ألهمت إنشاء مراصد رادوية لهذه المهمة و لاحقا إنشاء معهد SETI.

حصل عل أكثر من 30 تكريم من بينهم تكريمات حول روايته الإتصال و الفيلم الذي اعد منها. منها جوائز إيمي للسينما.

تكريما له وضعت ثلاث جوائز باسمه هي: جائزة كارل ساجان التذكارية من الجمعية الفلكية الأمريكية، و ميدالية كارل ساغان و جائزة كارل ساغان للتوعية العلمية للعامة والتي توجه لمن يقومون بجهود لنشر و ايصال العلوم للعامة.

ساغان كان حتما عالما بالغ التأثير، شديد الفضول و الشغف، لا تصفه الكلمات مهما طالت… فهو حتما الإنسان الكوني، و راعي سلام بامتياز! و أثره على المجتمع العلمي و العام لا يمكن أن ينسى!

إن كارل ساغان ظاهرة علمية لا يمكن أن تتكرر، ظاهرة فريدة من نوعها، فنحن نعيش في كون ساغان، كون واسع و مهيب، قام دوما بتذكيرنا أنه لا يدور حولنا و لسنا إلا عنصرا شديد الضآلة فيه. لمعان ضوئي صغير و سريع في محيط حالك الظلمة ! لم يفهم أحد الكون و يشرحه كما فعل ساغان، و كل من قرأ له و تابع برامجه لن يزول صوته المليء بالحماس و الرهبة عندما كان يتلفظ بكلمة ” البلايين و البلايين” الشهيرة، ليشعرنا بضآلتنا و حتمية ألا نكون الوحيدين في هذا الكون…

تضيع الخاتمة في النهاية وتتساقط الاحرف من بين يدي.. لا يوجد نهاية ولا حدود لصوت كارل ساجان .

للعلم الذي نشره وللكتب الي ألفها.. لا يوجد له نهاية كما الكون..

http://www.carlsagan.com/media/GreetingSagan64k.mp3 رسالته لسكان المريخ:

 


المصادر:

Smithsonian Magazine

BBC

www.carlsagan.com

Sagan, C. (1973). Communication with extraterrestrial intelligence (CETI).Communication With Extraterrestrial Intelligence, Chicago

Sagan, C. (2006). Cosmos (Vol. 1). Edicions Universitat Barcelona. Chicago

Comments are closed.