اكتشاف مقياسٍ دقيقٍ لقياسِ دهون الجسم

ترجمة: محمد بكري.
مراجعة: سعاد السقاف.

طوّر باحثو مركز سيدار-سيناي الطبي طريقةً أبسط وأدقّ لحسابِ نسبةِ الدهونِ في الجسمِ مقارنةً بالمقياس الشائع المستخدمِ حالياً وهو مقياس مؤشر كتلة الجسم، وذلك بهدفِ فهمِ البدانة بشكلٍ أفضل، وأُعلن عن المقياس الجديد في دراسةٍ نشرت في دورية التقارير العلمية التابعةِ لدورية نايتشر. ويقولُ قائد فريقِ الباحثينَ في مركز سيدار سيناي وهو الدكتور أوريسون وولكوت: “أردنا إيجادَ طريقةٍ سهلةٍ، رخيصةٍ، وأكثرَ مصداقيّةٍ لقياس نسبة الدهون في الجسم، دون الحاجة إلى استخدام معدّاتٍ معقّدة”.

على الرغم من القبول الشائع لمقياسَ “مؤشّر كتلة الجسم”، إلا أنّ الكثيرَ من الخبراءِ الطبيين في مجال البدانة والسمنة يرونَ أنّه ليس دقيقاً بما يكفي لكونه لا يفرّقُ بينَ كتلة العظام، كتلة العضلات، وكتلة الدهون الزائدة، كما أنه لا يأخذُ بعينِ الاعتبار تأثير جنسِ الشخص على نسبة الدهون، فالنساء لديهم نسبة دهونٍ أعلى في الجسمِ من الرّجالِ بشكل طبيعيّ. والمقياسَ الجديدَ المُكتَشَفُ في مركز سيدار-سيناي هو عبارةٌ عن صيغةٍ رياضيّةٍ سُمّيت بـ “مؤشّر الكتلة الدهنية النسبي”، ويتضمن قياسَ الطول ومحيطِ الخصر فقط. ويقول الدّكتور وولكوت: “لقد أكّدت النتائجُ أهمية معادلتنا الجديدة باختبارها على عددٍ كبيرٍ من الأشخاصِ، إنّ مؤشر الكتلة الدهنية النسبي مقياسٌ أفضلُ لدهون الجسمِ من كثيرِ من المقاييس الأخرى المستخدمة طبيّاً في الوقت الحالي، بما فيها مؤشّر كتلة الجسم”.

اختبر الباحثون كَخطوِةِ أولى أكثر من 300 صيغةٍ محتملةٍ لقياس نسبة الدهون، وذلك باستخدامِ قاعدةِ بياناتٍ ضخمةٍ تضمّنت أكثر من 12 ألف بالغٍ شاركوا في استبيانِ الصحّةِ والتغذية الذي أجراه مراكزَ مكافحة الأمراض واتقائها. وتمثلت الخطوَة التالية في حسابَ الكتلة الدهنية النسبية لـ 3500 مريض، ومن ثم مقارنةَ النتائج بنتائج المرضى من خلال مسحٍ متخصصٍ عالي التقنية يُسمى بمقياس امتصاص الأشعة السينية الثنائي، وهو مقياسٌ مقبولٌ في الوسط الطبي بكونه أحد أكثر الطرق دقةً لقياس الأنسجة، العظام، العضلات، والدهون في الجسم. ولقد أظهرتِ النتائج أن “مؤشر الكتلبة الدهنية النسبي” كانَ الأقربَ دقّة إلى نتائج جهازِ مقياس امتصاص الأشعة السينية الثنائي.

يقولُ الكاتبُ الأساسيّ للدراسة ومدير مركز سيدار-سيناي الطبي لرفاه البدانة ومرض السكر في الرياضات المذهلة وهو الدكتور ريتشارد بيرغمان: “وُثّق مؤشر الكتلة الدهنية النسبي عبر قاعدة بياناتٍ ضخمةٍ، فهو مؤشّرٌ جديدٌ لقياس دهون الجسمِ بشكلٍ سهلٍ، ومتاحٌ لممارسي الطبّ الذين يحاولون معالجةَ مرضى السمنة المعرّضين لمشاكل صحيةٍ خطيرةٍ، كالسكري وضغط الدم وأمراض القلب”. والجزء الأفضل في رأي الدكتور وولكوت كما يقول: “لست بحاجةٍ إلى ميزانِ حمّامٍ لحساب نسبة كتلة الدهون، فكل ما تحتاجهُ هو شريطُ قياسٍ فقط”.

لحسابِ الكتلة الدهنية النسبيّة بالصيغة الجديدة، تحتاجُ إلى قياسِ طولك بالإضافة إلى محيط خصرك، فضع الشريط فوق عظم الوركِ مباشرةً ثم لفّهُ حولَ جسمكَ للحصول على أفضلِ قراءةٍ لقياسِ محيط خصرك، وثم ضع هذين الرقمين في معادلةِ الكتلة الدهنية النسبية الخاصّةِ بجنسك كما يلي:

معادلة الكتلة الدهنية النسبية:

للرجال: الكتلة الدهنية = 64 – (20 × الطول ÷ محيط الخصر)

للنساء: الكتلة الدهنية = 76 – (20 × الطول ÷ محيط الخصر)

بحسب مراكزَ مكافحة الأمراض واتقائها، إنّ أكثر من 93 مليون شخص أو ما يقارب 40% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية تمّ تشخيصهم بالبدانة، وترتبطُ البدانة بجودةِ حياةٍ سيئةٍ والوفاة المبكرة من الأمراض المزمنة،  ويضيفُ الدكتور وولكوت: “لا زلنا بحاجةٍ إلى قياس مؤشر الكتلة الدهنية النسبي في دراساتٍ طوليةٍ على مجموعاتٍ سكانيةٍ كبيرةٍ لتحديد نطاق مستوياتِ الدهون الطبيعية وغير الطبيعية المتعلقة بالمشاكل الصحية المرتبطة بالبدانة”.

المصدر (Science Daily)

المصطلحات:
مركز سيدار-سيناي الطبي Cedars-Sinai Medical Center
مؤشّر كتلة الجسم Body Mass Index “BMI”
دورية التقارير العلمية Scientific Reports
دورية نايتشر Nature
أوريسون وولكوت Orison Woolcott
مؤشّر الكتلة الدهنية النسبي The relative fat mass index “RFM”
مراكزَ مكافحة الأمراض واتقائها Centers for Disease Control and Prevention “CDC”
مقياس امتصاص الأشعة السينية الثنائي DXA scan
ريتشارد بيرغمان Richard Bergman

السعودي العلمي

Comments are closed.