أشهر مريض في تاريخ علم الأعصاب

 

معاذ الدهيشي

أي دارس لعلم النفس أو لعلم المخ والأعصاب يعرف بلا شك “فينياس غيج” وحالته الفريدة من نوعها. هذا الشخص الذي عاش قبل ١٥٠ سنة كان عامل بناء في السكك الحديدية في الولايات المتحدة، وما أدى إلى تخليد ذكراه هو اختراق عامود حديدي بطول المتر جمجمته ومقدمة دماغه في حادث انفجار عام ١٨٤٨. فينياس قام بعد الإنفجار وهو يستطيع التحكم بأطرافه وصار يتكلم على الرغم من الضرر البالغ الذي أصابه مما أدهش من حوله. تم اسعاف فينياس وعاش بعدها لأكثر من عشر سنين بدون ضرر جسدي ظاهري يذكر (فيما عدا فقدان عينه اليسرى)، لكن الضرر كان في شخصيته التي تغيرت بالكلية كما تذكر التقارير.

حالة فينياس كانت أول حالة تثبت وجود علاقة بين الدماغ (كعضو جسدي مادي) وبين شخصية الإنسان وتصرفاته. فينياس كان قبل الحادث شخصاً مسؤولاً ومتزناً في عقله وتصرفاته حتى عين رئيساً على زملائه في العمل، لكن بعد الحادث أصبح شخصاً مختلفاً جداً. بحسب زملائه” أصبح فينياس فظاً متشنجاً وقحاً بشكل واضح، وأصبح لا يبدي أي اهتمام أو مراعاة لزملائه. أيضاً أصبح فينياس عديم الصبر عنيداً ومتقلب المزاج وغير قادر بتاتاً على التخطيط للمستقبل”. باختصار، هو لم يعد فينياس الذي كانوا يعرفون.

الضرر الذي أصاب فينياس كان في فص دماغه الأمامي (وهو جزء متطور بشكل أكبر في الإنسان ومسؤول عن وظائف العقل العليا بحيث يتحكم في الإرادة واتخاذ القرارات والقدرة على تمييز عواقب السلوك واختيار الأصلح اجتماعياً) مما أدى إلى تعطيل هذا الجزء وبالتالي السماح للجهاز الحوفي الأقل تطوراً وذي الدوافع العاطفية الحيوانية من السيطرة على تصرفات فينياس بدون رقابة وكبت الفص الأمامي كما في الأشخاص الأسوياء.


فلم رائع عن فينياس​ 
SCIENTIFIC AMERICAN FRONTIERS: “Make Up Your Mind”

مصدر المعلومات وللإطلاع أكثر يمكنك زيارة هذا الموقع المخصص لكل شيء متعلق بفينياس من قسم علم النفس بجامعة ديكن
http://www.deakin.edu.au/health/psychology/gagepage/index.php


Website Comments

  1. لنرتقي

    نزل رجل وولده واديًا، انشغل الرجل بعمل له في الوادي، بينما أخد الولد يلهو بكلمات وأصوات، فوجئ الولد أن لهذه الأصوات صدًى يعود إليه، فظن أن هناك من يكلمه أو يرد عليه،
    فتوجه إليه متوجسًا، قال: من أنت؟
    فعاد الصدى: من أنت؟
    قال الولد: أفصح لي عن شخصك؟
    فرد عليه: أفصح لي عن شخصك؟
    فقال الولد غاضبًا: أنت رجل جبان وتخفى عني،
    فرجعت إليه العبارة نفسها،
    فقال الولد: إن صاحب الصوت يستهزئ به ويسخَر منه، فانفعل وخرج عن طوره، وبدأ يسبّ ويلعن، وكلّما سب أو لعن رجَعت عليه مثلها.
    جاء الوالد ووجد ولده منهارًا مضطربًا، فسأله عن السبب، فأخبره الخبر، فقال له: هوّن عليك يا بني، وأراد أن يعلّمه درسًا عمليًا،
    فصاح بأعلى صوته: أنت رجل طيّب، فرجع إليه الصوت: أنت رجل طيب، ثم قال: أحسن الله إليك، فكان الردّ: أحسن الله إليك، وكلّما قال كلامًا حسنًا كان الرد بمثله.
    سأل الولد والده بدهشة واستغراب: لماذا يتعامل معك بطريقة مؤدّبة ولا يسمعك إلا كلامًا حسنًا؟!
    فقال له الأب: يا بني، هذا الصوت الذي سمعته هو صدَى عملك، فلو أحسنتَ المنطِق لأحسن الردّ، ولكنك أسأت فكان الجزاء من جنس العمل.