الكبسولة التي ستستبدل حقن الدواء

ترجمة: أحمد نبيل بوزيد

 

هنالك الكثير من الأدوية التي لا يمكن تعاطيها عن طريق الفم، وذلك لإمكانية تكسر هذه الأدوية بفعل الإنزيمات الهاضمة قبل أن يتم امتصاصها والاستفادة منها كدواء، وحتى وقتنا هذا، يجب تعاطي الأدوية هذه عن طريق الحقن، والتي بطبيعة الحال ستكون مؤلمة، وقد كانت محاولات تغليف تلك الأدوية بالكبسولات، مكلفة، غير عملية، وبالتالي غير ناجحة بالكلية.

 

ولكن لعله هنالك حلاً آخر أفضل. فالباحثون في معهد ماساشوستس للتقنية (MIT) في الولايات المتحدة الأمريكية، تعاونوا مع مستشفى ماساشوستس العام لتصميم كبسولة مصنوعة من مادة الأكريلك ومغطاة بأبر صغيرة مصنوعة من مادة الفولاذ المقاوم للصدأ (انظر للصورة).

 

وتعد هذه الكبسولات قابلة للتناول عن طريق البلع، وعندما تصل هذه الكبسولات إلى داخل الجهاز الهضمي فإن الغلاف الحساس للحموضة يبدأ بالذوبان، رافعاً الغطاء عن الإبر الصغيرة. وعندها سيتم إفراز الدواء من خلال تلك الإبر، والتي بدورها تقوم وببطئ بحقن الدواء مباشرةً في بطانة المعدة، ولحسن الحظ، أنه لا يوجد مستقبلات للألم في القناة الهضمية، ولهذا فإن هذه العملية غير مؤلمة.

 

وتم تجريب النموذج الأولي من هذه الكبسولات الشائكة على مجموعة من الخنازير، حيث كانت تلك الكبسولات الشائكة تحتوي على هرمون الأنسولين -الذي يعمل على تنظيم مستوى سكر الدم في الجسم-، وذلك عن طريق الفم، بواسط هذه الكبسولات وليس عن طريق الحقن كما جرت عادة تعاطي هذا الدواء. وقد جاءت النتائج مبشرة بنجاح عملية حقن الأنسولين في بطانة المعدة، والأمعاء الدقيقة، والقولون، ومن دون أن تخلف أي علامة على تضرر الأنسجة الهضمية التي مرت عليها الكبسولة الشائكة.

 

ومن المثير للدهشة والفضول أن مستوى سكر الدم في تلك الخنازير انخفض بسرعة عندما تم استخدام الكبسولات الشائكة، بل إن تلك الكبسولات أثرها أسرع من أثر طريقة الحقن تحت الجلد، مما يرجح أن الطريقة الجديدة أكثر فعالية.

 

وكما يقول أحد الباحثين في الدراسة “جيوفاني ترافيرسو” في مؤتمرٍ صحفي: “إنها أفضل بكثير من ناحية معدل التفاعل، وأسرع بكثير من طريقة الحقن التقليدي تحت الجلد”. ويوجد توقعات لدى وفريق العمل بأن هذه الطريقة الثورية ستساعد في إيصال الأدوية، ستكون ذات فائدة ممتازة في عمليات التطعيم، والمضادات الحيوية المتطلب استخدامها لعلاج السرطان، ولعلاج أمراض المناعة الذاتية، كمرض كرون.

 

يقول ترافيرسو أيضاً: ” ستكون هذه طريقة جيدة لتعاطي الجزيئات التي تواجه صعوبة في الامتصاص بفعالية عالية.” الخطوة القادمة هي تحسين هذه الكبسولات، بحيث أنها تكون مصنوعة من مواد مكونة من عدة وحدات قابلة للتحلل، والتي تستطيع وبشكل طبيعي بث الدواء على امتداد تقلصات القناة الهضمية.

 

في الحقيقة، تستطيع هذه الطريقة إعادة صياغة فكرة التلقيح وغيرها من الممارسات المعتمدة على الحقن والألم. ولكن السؤال الحقيقي هنا، هل سيشعر الناس بالراحة وعدم الانزعاج بوجود العديد من الإبر الصغيرة في داخلهم، عوضاً عن واحدة طويلة خارجهم؟

 

شاهد الفيديو التالي للتعرف على المزيد:

 

*مصدر الخير

مصدر الدراسة

 

Comments are closed.