هل باستطاعتنا تعلم أشياء جديدة بينما نحن نائمون؟

 

ترجمة: دلال العنزي

هنالك العديد من المزايا لأجسادنا عندما نحصل على الكمية المناسبة من النوم في كل ليلة: حيث يعيد النوم شحن البطاريات البيولوجية لدينا، ويعزز الذاكرة والمزاج، وحتى يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراضٍ خطيرةٍ. ولكن هل من الممكن أن نتعلم أشياء جديدةً بينما نحن في غفوة؟

بدأت التحقيقات عن التعلم أثناء النوم منذ عام 1956مـ، عندما تم تشغيل تسجيلاتٍ لحقائق أثناء نوم المتطوعين. ولم يستطع أي أحدٍ من المشاركين تذكر أيّ شيءٍ من الحقائق التي سمعوها عندما استيقظوا. إذاً هل أغلقت القضية؟ ليس تماماً. لأن الأبحاث التي تم إجرائها منذ ذلك الحين جعلت الموضوع أكثر تعقيداً.

وجدت دراسةٌ من العام الماضي أن طلاباً كانوا أكثر قدرةً على تذكر الكلمات الأجنبية بعد أن كانوا قد سمعوها خلال نومهم، في حين أن هنالك بحثاً آخر أستطاع العثور على الصلة بين الروائح، والنوم، والتعلم، على الرغم من أن مدى مسؤولية النوم نفسه لم تكن واضحةً تماماً.

صرح عالم المخ والأعصاب جوردن لويس في صحيفة الغارديان بأنه يعتقد بأن النوم مفيدٌ في تعزيز ما تعلمناه طوال اليوم، ولكنه لا يعتقد بأن من الممكن أن نتعلم معلوماتٍ جديدةً بينما نحن نائمون. وتشير النظريات العلمية الحالية إلى أن الموجاتٍ البطيئةٍ التي تمر عبر أدمغتنا طوال فترة نومنا إنما هي كحجرةٍ لصدى بيانات الذاكرة التي أخذناها حينما كنا مستيقظين.

قال لويس: “لبعض الوقت، لقد تم التعرف على الموجة البطيئة أو النوم العميق كأمرٍ بالغ الأهمية لتدعيم الذاكرة، وهي عملية تثبيت الذكرى من الذاكرة قصيرة المدى إلى طويلة المدى.” وأكمل شارحاً: “تتزامن عمليات إطلاق خلايا أدمغتنا مع بعضها بشكلٍ عاليٍ خلال نوم الموجة البطيئة، والذي يميل للحدوث خلال النصف الأول من الليل. وتبدو موجة النوم البطيئة كذبذباتٍ بطيئةٍ وعالية السعة عندما نقيس النوم باستخدام أقطابٍ كهربائيةٍ مثبتةٍ على فروة الرأس.”

أو ربما يعتمد الأمر على مدى استعدادك لتعلم شيءٍ جديدٍ بين عشيةٍ وضحاها فقط. ففي شهر مارس الماضي، أستطاع مجموعةٌ من الباحثين الفرنسيين التلاعب بذكريات الفئران النائمة، حيث عززوا بشكلٍ مصطنعٍ المشاعر الإيجابية المرتبطة بمكانٍ معينٍ عندما كانت الفئران في غفوتها، والتي اتجهت مباشرةً إلى الموقع المعني بعدما استيقظت.

يظهر هذا لنا أن التلاعب بالذاكرة ممكنٌ بشكلٍ ما. ولكن ما لم تكن فأراً ولم تكن على استعدادٍ لأن تضع الأقطاب الكهربائية في رأسك كل ليلةٍ، فربما يجب عليك غالباً أن تعامل ادعاءات ‘التعلم أثناء النوم’ بقدر لا بأس به من الحذر في الوقت الراهن. وأنهى لويس كلامه قائلاً: “لقد طورت أدمغتنا آليةً ذكيةً جداً لمساعدتنا على تعلم معلوماتٍ جديدةٍ” وأضاف: “أحسن إلى رأسك وأعطي نفسك قسطا كافياً من النوم للاستفادة منه.”

 

 

 

المرجع: http://www.sciencealert.com/can-we-actually-learn-while-we-re-sleeping

صحيفة الغارديان The Guardian

جوردن لويس Jordan Lewis

Article Tags

Comments are closed.