ترجمة بيان الغدير و فيصل الخالدي
تعتمد الطرق الحالية المستخدمة لكشف مرض السرطان على أنواع متعددة من التصوير بالأشعة والخيارات الجراحية الجائرة* مثل الخزعات**. ولكن هناك طريقةٌ جديدةٌ للكشف عن الأورام السرطانية والتي لا تتطلب سوى وخزةً بسيطةً في الإصبع. حيث استطاع الباحثون في جامعة أوميا في السويد من تطوير تحليلٍ مخبريٍ للحمض النووي الريبوزي الخاص بالصفائح الدموية والذي يستطيع كشف وتصنيف وتحديد موقع السرطان في الجسم، وذلك من خلال فحص عنية دم تعادل في كميتها قطرة دمٍ واحدةٍ.
يقول جوناس نيلسون وهو أحد الباحثين في جامعة أوميا والكاتب المساعد في الدراسة: “يُعّد الكشف المبكر للسرطان أمراً مهماً. لقد قمنا بدراسة إمكانية الكشف المبكر للسرطان من خلال طريقةٍ جديدةٍ تعتمد على إجراء بعض الاختبارات على عينةٍ من الدم، مما سيجعل أخذ خزعةٍ من نسيج الرئة للكشف عن سرطان الرئة على سبيل المثال أمراً غير ضروريٍ في المستقبل.”
هذه التقنية لست مثاليةً تماماً حتى الآن ولكنها واعدةٌ بالتأكيد. هذه الطريقة التي تعتمد على الحمض النووي الريبوزي المتواجد في مجرى الدم مكنت الباحثين من الكشف على السرطان بدقة تصل إلى 96%. هذا الرقم مذهلٌ بالنسبة إلى فحص غير جائرٍ يعتمد على الدم فقط!
من أجل تجربة التقنية الجديدة، قام الباحثون بأخذ عينات دم من 283 فرداً. 228 شخصاً من بين هؤلاء الأفراد كانوا مصابين بأحد أنواع السرطان . بينما البقية (55 شخص) لم يكن لديهم أيّ دليلٍ على السرطان. وقد تمكن الباحثون من الكشف عن السرطانات لدى المرضى مع درجات نجاحٍ متفاوتةٍ من خلال تحليل ومقارنة الحمض النووي الريبوزي في عينات الدم. كما تمكنت التقنية الجديدة من التعرف على السرطان وتحديد نوعه بدقة 100% في 39 من المرضى الذين أكتشف لديهم السرطان في وقت مبكر.
لم تكن هذه التنقية فعالة في خلال فحوصات المتابعة، ولكنها مع ذلك أعطت نتائج مذهلةً. حيث أن الباحثين استطاعوا تشخيص منشأ الورم السرطاني بدقة 71% في المرضى المصابين بسرطان الرئة والثدي والبنكرياس والدماغ والكبد والقولون والمستقيم.
لا يقترح الباحثون في هذه الدراسة استبدال التقنيات الحالية المستخدمة في الكشف عن السرطانات بهذه التقنية الجديدة، لكن من الواضح أن هذه التقنية تحمل مستقبلاً واعداً لكلٍ من الأطباء والمرضى لو تم تحسينها، خصوصاً من خلال إمكانية استخدام وسائل بسيطةٍ للكشف عن الأورام السرطانية في مرحلةٍ مبكرةٍ.
يقول نيلسون: “في هذه الدراسة، تم تشخيص جميع أنواع الأورام السرطانية تقريباً، مما يثبت أن الخزعات المعتمدة على الدم قد تكون لها قدرة هائلة في تحسين الكشف المبكر للسرطان”.
المصدر (sciencealert)
مصطلحات:
(*) الخيارات الجراحية الجائرة: مصطلح يصف جميع النشاطات الطبية التي تتضمن اختراقاً للجلد ودخول للجسم.
(**) خزعة: فحص تشخيصي يتم فيه استخراج عينة من أحد أنسجة الجسم للقيام بفحصها مجهرياً.
كلمات دلالية:
– جامعة أوميا: Umeå University
– الحمض النووي الريبوزي: RNA
– جوناس نيلسون: Jonas Nilsson
